اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ٢٨ تشرين الثاني ٢٠٢٥
شاو تشينغ :
- عدن تعاني من وضع حرج وما زالت آثار الحرب مستمرة وحياة معظم السكان صعبة للغاية
- نتواصل مع مختلف الأطراف اليمنية، بما فيها الانتقالي الجنوبي بهدف دعم جهود السلام وخدمة اليمنيين
- حول مطالب استقلال جنوب اليمن .. الصين تؤيد 'التوصل إلى حلول سياسية لحل القضايا الحساسة'
- استقرار اليمن سيتيح لها 'الاندماج في الشبكة العالمية للتواصل' ضمن مشروع الحزام والطريق
- دعمنا للحوثيين ادعاء لا يستند إلى أسس موضوعية ونحن ملتزمون بقرارات مجلس الأمن وضوابط التصدير الصينية
- استمرار الإعفاء الجمركي للمنتجات اليمنية المصدّرة إلى الصين، والتعاون في مجالات البنى التحتية والتجارة
- التدخل العسكري لبعض الدول في اليمن أدى لتفاقم التوترات وتعطيل عملية السلام ويجب عليها احترام سيادته
قدّم القائم بالأعمال الصيني لدى اليمن شاو تشينغ، في مقابلة خاصة مع مركز سوث24 للأخبار والدراسات، رؤية بلاده تجاه الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية في اليمن، مركّزًا على ضرورة استعادة السلام، ودعم مجلس القيادة الرئاسي، وتعزيز الشراكات التنموية في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وقال تشينغ، الذي زار عدن لمدة خمسة أيام في أغسطس 2025، إن المدينة 'ما زالت تعاني من وضع حرج' رغم وجود 'تحسن ملحوظ في الاقتصاد'، مشيرًا إلى أن آثار الحرب مستمرة وأن 'حياة معظم السكان صعبة للغاية'.
وفي الشأن السياسي، كرر الدبلوماسي الصيني التأكيد دعم بلاده لـ'سيادة اليمن ووحدته وسلامة أراضيه'، مؤكداً استمرار التواصل مع مختلف الأطراف اليمنية، بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي، على أساس دعم جهود السلام وخدمة اليمنيين. وأوضح أن الصين ترى أن 'الخيار السياسي هو المسار الصحيح الوحيد'، داعيًا إلى استئناف الحوار بين الأطراف اليمنية وتهيئة الظروف لاستعادة العملية التفاوضية.
وحول القضية الجنوبية ومطالب استقلال جنوب اليمن، قال تشينغ أنّ الصين تؤيد 'التوصل إلى حلول سياسية لحل القضايا الحساسة'.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أبرز تشينغ أهمية موقع اليمن في سلاسل الإمداد المرتبطة بالمحيط الهندي والبحر الأحمر، معتبرًا أن استقرار البلاد سيتيح لها 'الاندماج بشكل أفضل في الشبكة العالمية للتواصل' ضمن مشروع الحزام والطريق. وأشار إلى استمرار الإعفاء الجمركي للمنتجات اليمنية المصدّرة إلى الصين، وتطوير التعاون في مجالات البنى التحتية والتجارة وسلامة الغذاء.
أما في ملف البحر الأحمر، فقد أبدت بكين قلقها من الهجمات على السفن التجارية، داعية الحوثيين إلى وقفها، ومؤكدة أن التوترات مرتبطة بتداعيات الصراع في غزة. وفي الوقت نفسه، انتقدت الصين بعض التدخلات العسكرية الغربية في المنطقة، معتبرة أنها 'أسهمت في تفاقم التوترات'.
وردًّا على الاتهامات الغربية بشأن دعمها للحوثيين أو تورطها في نقل معدات عسكرية، قال تشينغ إن هذه الادعاءات 'لا تستند إلى أسس موضوعية'، مؤكدًا التزام بلاده بقرارات مجلس الأمن وضوابط التصدير الصينية.
وحول الوضع في تايوان قال تشينغ إن 'إعادة التوحيد السلمي وسياسة دولة واحدة ونظامان التي أثبتت نجاحها في منطقتي هونغ كونغ وماكاو الإداريتين الخاصتين الصينيتين، هما المبدآن الأساسيان لحل مسألة تايوان.'
نص المقابلة..
1. قمت بزيارة عدن لمدة عدة أيام في أغسطس 2025. ما هو انطباعك الأبرز عن الوضع الاقتصادي والإنساني هناك؟
لقد زرت مدينة عدن لمدة خمسة أيام، حيث أجريت خلالها نقاشات معمقة مع فخامة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي ودولة رئيس الوزراء اليمني، بالإضافة إلى وزراء النقل والتجارة والنفط. كما عقدت حوارات ودية مع رؤساء عدد من الجامعات اليمنية والطلاب الذين يدرسون اللغة الصينية. شملت زيارتي أيضًا تفقد المشاريع التي دعمتها الصين من قبل، مثل محطة كهرباء في عدن ومحطة عدن للحاويات، إلى جانب زيارة 'عدن مول' الجديد، الذي يعكس تحسنًا ملحوظًا في الاقتصاد اليمني. ومع ذلك، لا يمكن إغفال حقيقة أن اليمن لا يزال يعاني من وضع حرج، حيث تُلقي آثار الحرب بظلالها على مدينة عدن، وتظل حياة معظم سكانها صعبة للغاية، في ظل استمرار التحديات الإنسانية والتنموية. تؤمن الصين دائمًا بأن السلام هو الأساس الذي لا غنى عنه لتحقيق التنمية، وأن السلام والتنمية يعززان بعضهما البعض. نأمل أن يعود السلام والاستقرار إلى اليمن قريبًا، حتى تتوافر الظروف الملائمة لعودة المهندسين والأطباء والمستثمرين الصينيين لدعم تنميته.
2. ما هي الأولويات الاقتصادية والاستثمارية للصين في اليمن على المدى القريب والبعيد؟
تدعو الصين دائمًا إلى تعبئة الموارد التنموية العالمية وبناء شراكات تنموية متوازنة ومتكافئة. ومن هذا المنطلق، ستواصل الصين فتح أبوابها على العالم بشكل أوسع فأوسع، وتعمل على تنفيذ سياسة الإعفاء الكامل من الرسوم الجمركية على جميع المنتجات اليمنية المصدرة إلى الصين. كما ترحب بانضمام اليمن مؤخرًا إلى آلية التعاون في مجال سلامة الأغذية للاستيراد والتصدير في دول مبادرة الحزام والطريق، وتوقيع بروتوكول التفتيش والمتطلبات الصحية للمنتجات البحرية اليمنية المصدرة إلى الصين. تدعم الصين كذلك مشاركة المصدرين اليمنيين في معرض شنغهاي الدولي للاستيراد، وتشجع على زيادة صادرات المنتجات اليمنية عالية الجودة إلى السوق الصينية، بما يحقق تقاسم فرص التنمية الصينية الواسعة مع الشعب اليمني.
وفي إطار مبادرة الحزام والطريق، التي استفادت منها أكثر من 100 دولة حول العالم، تعمل الصين مع شركائها، ومن ضمنهم اليمن، على تعزيز بناء الحزام والطريق عالي الجودة. كما تواصل تعزيز التعاون مع الدول العربية ضمن المعادلات الخمس للتعاون في إطار منتدى التعاون الصيني العربي، مما يمهد الطريق لتحقيق التحديث والتنمية المشتركة. تأمل الصين أن ترى اليمن ينعم بالسلام والاستقرار قريبًا، مما يوفر بيئة مواتية لتعزيز التنمية الاقتصادية، ويتيح تفعيل إمكانيات التعاون في مختلف المجالات في إطار المبادرات العالمية الأربع ومبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين.
3. كيف تنظر بكين إلى دور عدن وحضرموت والمهرة في تخطيط سلاسل الإمداد واللوجستيات التي تربط المحيط الهندي والبحر الأحمر، خاصة في إطار مبادرة الحزام والطريق؟ وما هي فرص الشراكة المحتملة؟ وما هي المجالات المشمولة؟
في أبريل عام 2019، وقّعت الصين واليمن مذكرة تفاهم حكومية بشأن البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق، التي تشمل التعاون في تنسيق السياسات، وترابط البنى التحتية، وتسهيل التجارة، والتكامل المالي، وتعزيز التفاهم بين الشعوب. تهدف هذه المبادرة إلى تحقيق الاستفادة المتبادلة والتنمية المشتركة، مما يعزز العلاقات الودية بين الجانبين الصيني واليمني في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها.
تسعى مبادرة الحزام والطريق إلى تحسين حياة الشعوب، ليس فقط في دولة واحدة بل على مستوى العالم، إذ إنها تعزز التواصل والتنمية والمكاسب المشتركة، بعيدًا عن أي مواجهات أيديولوجية أو جيوسياسية أو صراعات الكتل السياسية. وخلال أكثر من عقد من الزمن، وقّعت الصين اتفاقيات تعاون ضمن إطار المبادرة مع أكثر من 150 دولة و30 منظمة دولية، وأسهمت في تنفيذ أكثر من 3000 مشروع، مما أدى إلى بناء شبكة عالمية واسعة للتواصل والترابط برًا وبحرًا وجوًا وعبر الإنترنت. وقد أسهمت هذه الجهود في تسهيل التدفقات التجارية والمالية والتكنولوجية والبشرية بين مختلف الدول. حتى عام 2023، جذبت المبادرة استثمارات تقارب تريليون دولار، وأسهمت في انتشال حوالي 40 مليون شخص من الفقر.
إن الشعب اليمني معروف بجده واجتهاده، واليمن يتمتع بموقع جغرافي استراتيجي وموارد طبيعية وافرة. ومن المؤكد أن يمنًا مستقرًا ومزدهرًا سيكون قادرًا على الاندماج بشكل أفضل في الشبكة العالمية للتواصل، مما يجعله لؤلؤة متألقة ضمن مبادرة الحزام والطريق.
4. من وجهة نظر الصين، ما هي أهمية الأمن البحري في البحر الأحمر وخليج عدن؟
تعرب الصين عن قلقها إزاء التوترات المستمرة في البحر الأحمر، وتحث جميع الأطراف المعنية على الالتزام بالهدوء وممارسة ضبط النفس، وتدعو الحوثيين إلى وقف الهجمات على السفن التجارية حفاظًا على أمن الممرات المائية الدولية. يُعد البحر الأحمر أحد أكثر ممرات التجارة ازدحامًا في العالم. تولي الصين دائمًا اهتماما بالغا في أمن هذه المنطقة البحرية، وقد أرسلت 48 دفعة من الأساطيل البحرية إلى خليج عدن والمياه الصومالية لحماية أكثر من 7000 سفينة تجارية صينية وأجنبية منذ عام 2008.
إن التوترات في البحر الأحمر أدت إلى تحويل الكثير من السفن التجارية إلى طرق بديلة، مما أثر سلبًا على استقرار سلاسل الإمدادات والصناعات العالمية. ونظرا لأن الإبحار عبر رأس الرجاء الصالح يُعد بديلاً مكلفًا ويطيل زمن الرحلات، لا يمكن أن يعوض الدور الحيوي الذي يلعبه ممر البحر الأحمر في التجارة الدولية. لذا تأمل الصين بعودة السلام والاستقرار إلى البحر الأحمر في أقرب وقت ممكن.
5. على مدى العامين الماضيين، استمر الحوثيون في مهاجمة السفن في المياه الدولية. أعربت الصين مرارا وتكرارا عن رفضها للتهديدات التي يتعرض لها الأمن البحري. هل اتخذت بكين أي خطوات فعلية للضغط على الحوثيين لوقف هذه الهجمات؟ وكيف تقيم الصين موقفها من هذه الأحداث؟
إن التوترات في البحر الأحمر هي أحد التداعيات الناتجة عن الصراع في غزة، ولا يمكن حلها وملف اليمن بمعزل عن تخفيف التوترات في المنطقة بأكملها. ومع تحقيق وقف إطلاق النار في غزة مؤخرًا، ظهرت بوادر إيجابية نحو التهدئة، مما يوفر فرصة سانحة لمعالجة هذه القضايا. تدعو الصين باستمرار إلى اعتماد الوسائل السياسية والدبلوماسية لحل النزاعات في اليمن، وتحث جميع الأطراف على استغلال الفرصة الحالية لاستئناف الحوار والمفاوضات، بهدف إعادة إطلاق عملية السلام في البلاد. كما تدعو المجتمع الدولي إلى توفير الظروف الملائمة لدعم جهود الوساطة وتعزيز عملية السلام.
6. كيف تقيم بكين التدخل الأمريكي والأوروبي في البحر الأحمر وخليج عدن، خصوصًا المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة وبريطانيا ضد الحوثيين؟
تدعو الصين جميع الأطراف إلى الالتزام بالهدوء وضبط النفس، وتجنب اتخاذ أي خطوات قد تؤدي إلى تصعيد الوضع. ترى الصين أن التدخل العسكري الذي تمارسه بعض الدول في اليمن أدى إلى تفاقم التوترات وتعطيل عملية السلام، فضلاً عن التسبب في معاناة المدنيين الأبرياء. تشدد الصين على ضرورة احترام سيادة اليمن وسلامة أراضيه، وعدم إساءة استخدام قرارات مجلس الأمن .
7. هل تفكر الصين في تعزيز وجودها في هذه الممرات البحرية من خلال شراكات دولية وإقليمية في المستقبل، مع التركيز على 'منع انقطاع التجارة' دون المشاركة في عمليات قتالية؟
تلتزم الصين دائمًا بمبدأ الحوار والتشاور لحل النزاعات، وتؤكد التزامها بالحلول السلمية. كما أنها مستعدة للتعاون مع دول المنطقة والمجتمع الدولي للحفاظ على الأمن والاستقرار البحري، وبذل الجهود الدؤوبة في بناء مجتمع المستقبل المشترك البحري.
8. كيف ترد بكين على الانتقادات الغربية التي توجه للصين بشأن دورها 'الغامض' في البحر الأحمر، بما في ذلك الاتهامات بتهريب معدات عسكرية أو دعم الحوثيين من خلال الصناعات الدفاعية؟
تتمسّك الصين بثبات بدعم الحكومة الشرعية اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي، وتدعو الحوثيين إلى احترام حقوق السفن التجارية في البحر الأحمر وفقًا للقانون الدولي، ووقف الهجمات التي تستهدفها. وعلى مدى ما يقارب سبعة عقود من العلاقات الدبلوماسية بين الصين واليمن، أثبتت هذه العلاقات قدرتها على الصمود أمام المتغيرات الدولية واستمرار تطورها، بالرغم من محاولات بعض القوى المغرضة التي بثّت الفتن بين الصين واليمن وسائر الدول العربية، تقويض أواصر الصداقة التقليدية المتينة والعميقة بين الجانبين.
وتؤكد الصين التزامها التام بقرارات مجلس الأمن وتنفيذها بدقة، فضلًا عن اضطلاعها بمسؤولياتها الدولية. كما تنتهج بكين دائمًا سياسة حذرة ومسؤولة فيما يتعلق بتصدير المنتجات العسكرية، بينما يُخضع تصدير المواد ذات الاستخدام المزدوج لضبط صارم تفرضه الحكومة الصينية. أما التعاون الذي يجري بين الشركات الصينية ودول العالم، فيأتي في إطار طبيعي يخضع لقواعد منظمة التجارة العالمية ومبادئ السوق. وعليه، فإن الانتقادات والاتهامات الموجَّهة للصين في هذا السياق لا تستند إلى أسس موضوعية.
9. كيف تنظر الصين إلى الحوثيين في اليمن؟
تؤكد الصين تمسّكها الثابت بدعم سيادة اليمن واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه، كما تدعم فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي ومجلس القيادة الرئاسي في الاضطلاع بمهامهم. وتضع الصين رفاهية الشعب اليمني في صدارة أولوياتها، وتبذل جهودًا صادقة لدفع الحل السياسي لملف اليمن وإعادة الأمن والاستقرار في البلاد. وتواصل الصين التواصل مع مختلف الأطراف اليمنية، على أمل أن تستجيب جميعها لصوت الشعب اليمني الساعي للسلام، وأن تُظهر حسن النية والمرونة اللازمة لتهيئة الظروف المناسبة لاستئناف العملية السياسية.
10. كيف تقيّم الصين آلية الأمم المتحدة لحل النزاع في اليمن؟
تثمّن الصين الجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، وتدعم جميع المساعي الرامية إلى تحقيق السلام في اليمن. وتتطلع الصين إلى أن تضطلع الأطراف الدولية بدور بنّاء في خفض التصعيد وتمهيد الطريق لاستئناف عملية السلام اليمنية.
11. كيف تقيّم الصين دور المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودور المنطقة بشكل عام في اليمن؟
تُعدّ الصين صديقًا مخلصًا وشريكًا موثوقًا لدول الشرق الأوسط، وتربطها بها علاقات راسخة تقوم على الثقة السياسية المتبادلة. كما تُعدّ المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة شريكين استراتيجيين شاملين للصين. وتُشيد بكين بالجهود التي تبذلها السعودية في الوساطة لحل القضايا الإقليمية، وترحّب بدورها البنّاء في تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة.
ويُعدّ الشرق الأوسط من أكثر مناطق العالم تعقيدًا وتشابكًا في القضايا الساخنة، ما يجعل التوصل إلى حلول مناسبة أمرًا بالغ الصعوبة. ومع ذلك، تؤيد الصين دائمًا الحوار والتشاور بين دول المنطقة لحل الخلافات، وتمكينها من رسم مستقبلها بإرادتها المستقلة. وبفضل الدعم الكبير من الصين، استعادت السعودية وإيران علاقاتهما الدبلوماسية، ما فتح آفاقًا جديدة أمام حلّ النزاع في اليمن. وفي نهاية العام الماضي، عقد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية الصينية-السعودية-الإيرانية في الرياض، حيث أكدت كل الأطراف الثلاثة دعمها لحل سياسي شامل لملف اليمن برعاية الأمم المتحدة ووفق المبادئ المتفق عليها دوليًا. وتتطلع الصين إلى أن تواصل الدول ذات التأثير المهم في الملف الاضطلاع بدور إيجابي وبنّاء لدفع عملية السلام قُدمًا.
12. من وجهة نظر الصين، ما هي معايير التوصل إلى 'اتفاق مستدام' لتحقيق السلام الدائم في اليمن؟
إن الصراع في اليمن طويل الأمد، ولا يمكن تصور حله بين ليلة وضحاها، غير أن الخيار السياسي يظل المسار الصحيح الوحيد. وتتمثّل المهمة العاجلة اليوم في استئناف الحوار والمفاوضات بين الطرفين اليمنيين، وحلّ الخلافات تدريجيًا وصولًا إلى المصالحة، وبدء إعادة الإعمار الاقتصادي في أقرب وقت ممكن.
وتواصل الصين لعب دور وسيط نشيط وصادق وموثوق، فهي لا تلجأ إلى القوة ولا تسعى وراء مكاسب جيوسياسية، ولا تفرض إرادتها على أحد. وتؤيد الصين حق شعوب الشرق الأوسط في اكتشاف مسارات تنميتها بشكل مستقل، وتعزيز الحوار والتشاور لحل النزاعات بين دول المنطقة. ومن المصالحة بين السعودية وإيران إلى التقارب بين الفصائل الفلسطينية، أصبح يُقال اليوم بحق: 'اطلبوا السلام ولو في الصين.'
وستواصل الصين أداء دورها كقوة داعمة للاستقرار والأمن، وكشريك للتنمية والازدهار، ومحفّز للتضامن وتعزيز القدرة الذاتية في الشرق الأوسط، إسهامًا في تحقيق المصالحة والسلام والوئام في المنطقة، بما في ذلك اليمن.
13. كيف تصف الصين علاقاتها مع الأطراف الجنوبية في اليمن (مثل المجلس الانتقالي الجنوبي)؟
تؤكد الصين مجددًا دعمها الثابت لوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، ولفخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي ومجلس القيادة الرئاسي في الاضطلاع بمهامهم. وعلى هذا الأساس، تبقى الصين منفتحة على التواصل مع جميع الأطراف اليمنية، وتدعم كل جهد يصبّ في خدمة السلام وتحسين الظروف المعيشية للشعب اليمني.
14. ما هو موقف الصين من 'القضية الجنوبية' ومطالب السكان المحليين بالاستقلال أو استعادة الدولة الجنوبية السابقة؟
تتمسك الصين بدعم سيادة اليمن واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه، وتدعم الجهود التي يبذلها مجلس القيادة الرئاسي، وتؤيد التوصل إلى حلول سياسية للقضايا الحساسة.
15. متى قد تستأنف الصين بعثتها الدبلوماسية في عدن؟ وما هي الخدمات القنصلية الصينية المتاحة لليمنيين حاليًا؟
نقلت السفارة الصينية في اليمن مكتبها إلى العاصمة السعودية الرياض منذ ديسمبر عام،2015 كما أُغلقت القنصلية العامة في عدن بشكل مؤقت. ويمكن للمواطنين اليمنيين حاليًا الحصول على الخدمات القنصلية بما في ذلك التأشيرات من خلال السفارات والقنصليات الصينية في الدول الأخرى، وفق المتطلبات المحددة التي يمكنهم التواصل معها للاستفسار عنها. وتتطلع الصين إلى أن يعمّ السلامُ اليمن قريبًا، بما يتيح لها استئناف وجودها الدبلوماسي على الأرض.
16. ما أهمية الخطة الخمسية الخامسة عشرة الصينية 2026-2030 التي تعتزم الصين وضعها قريبا بالنسبة لليمن والعالم؟
اختُتمت مؤخرًا الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، والتي اعتمدت خلالها مقترحات صياغة الخطة الخمسية الخامسة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، التي تعتبر خريطة طريق طموحة لمسار التنمية في الصين خلال السنوات الخمس المقبلة، وتفتح آفاقًا رحبة للتعاون الصيني-العالمي بما يحقق المنفعة المتبادلة.
وتؤكد الجلسة على توسيع الانفتاح الصيني عالي المستوى، وخلق مجالات جديدة للتعاون والكسب المشترك، وبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، والدعوة إلى عالم متعدد الأقطاب متساو ومنظم وعولمة اقتصادية شاملة تعود بالنفع على الجميع. كما تشدد على أهمية الحفاظ على استقرار العلاقات بين الدول الكبرى، وتعزيز التضامن مع الدول النامية، وتنفيذ المبادرات العالمية الأربع أي التنمية والأمن والحضارة والحوكمة، ودفع النظام الدولي نحو مسار أكثر عدلًا وإنصافًا. وتُولي الخطة أهمية لدعم دول الجنوب العالمي، وزيادة المساعدات الخارجية، وتوفير المزيد من المنافع العامة الدولية، والوقوف بحزم ضد الهيمنة والتنمر والاستبداد، والدفاع عن العدالة والإنصاف الدوليين بما يصون المصالح المشتركة لشعوب العالم.
