ترامب يختتم زيارته الخليجية بتحالف تقني مع الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي

أنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس جولته الخليجية بزيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد زيارتين سابقتين لكل من المملكة العربية السعودية وقطر. وتميزت الجولة بسلسلة من الاتفاقيات الاقتصادية والدبلوماسية، إلا أن الأنظار تركزت على المحطة الأخيرة، حيث سعت القيادة الإماراتية إلى إبرام شراكات استراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي مع الجانب الأمريكي.

الإمارات تسعى لريادة الذكاء الاصطناعي

التقى ترامب خلال زيارته بالعاصمة أبوظبي رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعدد من كبار المسؤولين الإماراتيين، في لقاء تركز على بحث سبل تعزيز الشراكة التكنولوجية بين البلدين. وبرزت تطلعات الإمارات نحو أن تصبح مركزاً عالمياً للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال الدعم الأمريكي وتسهيل استيراد التقنيات المتقدمة، وفي مقدمتها الرقائق الإلكترونية فائقة التطور.

صفقة ضخمة مع شركة إنفيديا

وفقًا لوكالة 'رويترز'، فإن واشنطن وأبوظبي توصّلتا إلى اتفاق مبدئي يسمح للإمارات باستيراد نصف مليون وحدة سنويًا من رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة من إنتاج شركة إنفيديا، بدءًا من هذا العام. ومن شأن هذه الصفقة أن تسرّع من تطوير بنية تحتية رقمية متقدمة تشمل مراكز بيانات ضخمة في الإمارات، ما يدعم طموحات الدولة لتكون في صدارة الثورة التكنولوجية العالمية.

مخاوف أمنية أمريكية مصاحبة

رغم الأبعاد الاقتصادية والتقنية المهمة للصفقة، أفادت مصادر مطلعة بوجود تحفظات داخل بعض الدوائر الأمنية الأمريكية بشأن هذه الخطوة. وتكمن المخاوف في إمكانية تسرب هذه التكنولوجيا الحساسة إلى أطراف أخرى، لا سيما في ظل القيود السابقة التي فرضتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن على صادرات الرقائق للشرق الأوسط، خوفًا من انتقالها إلى الصين واستخدامها في الأغراض العسكرية.

جولة اقتصادية ودبلوماسية عالية التأثير

لم تقتصر زيارة ترامب إلى الخليج على التعاون التقني، بل شهدت توقيع صفقات ضخمة، منها اتفاقية مع الخطوط الجوية القطرية لشراء 210 طائرات بوينج، واستثمارات سعودية بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، إلى جانب صفقة أسلحة تاريخية بقيمة 142 مليار دولار مع الرياض. كما أعلن ترامب بشكل مفاجئ عن نيته رفع العقوبات المفروضة منذ سنوات على سوريا، في خطوة أثارت ردود فعل إقليمية ودولية واسعة.

تعزيز النفوذ الأمريكية بالخليج

تأتي هذه الجولة كإشارة واضحة إلى استراتيجية إدارة ترامب في تعزيز النفوذ الأمريكي في منطقة الخليج من خلال مزيج من التحالفات الاقتصادية والتكنولوجية. وإذا ما تم تنفيذ الصفقات والاتفاقات المقترحة، فإن الإمارات قد تجد نفسها في قلب المنافسة العالمية على ريادة الذكاء الاصطناعي، إلى جانب الولايات المتحدة والصين.