اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ١٥ أيار ٢٠٢٥
في نوفمبر من عام 1947، أصدرت الأمم المتحدة قرارها الشهير بتقسيم فلسطين إلى دولتين، واحدة عربية وأخرى يهودية، وهو القرار الذي كان بمثابة تمهيد واضح لإنهاء الانتداب البريطاني الذي بدأ منذ عام 1920.
وبالتزامن مع هذا القرار، أعلنت بريطانيا رسميًا نيتها إنهاء الانتداب في فلسطين، وحددت يوم 15 مايو 1948 موعدًا لانسحابها النهائي. غير أن الأحداث كشفت لاحقًا عن تواطؤ خفي بين السلطات البريطانية والوكالة اليهودية، حيث تم الاتفاق ضمنيًا على أن يحل اليهود محل القوات البريطانية بعد انسحابها.
تسليم مواقع استراتيجية لليهود
استغل اليهود هذه المهلة الزمنية للاستعداد الكامل، فقاموا باستيراد الأسلحة والعتاد، وإنشاء معاقل ومراكز تدريب عسكرية، كل ذلك تحت أنظار البريطانيين وبدعم مباشر وغير مباشر منهم. ومع حلول 15 مايو 1948، سلّم البريطانيون مدينة حيفا، وهي من أهم الثغور الفلسطينية، للميليشيات الصهيونية، في خطوة أكدت الشكوك حول دعم بريطانيا للمشروع الصهيوني.
الموقف العربي.. تخاذل وقصور
من جانبهم، قرر العرب أن تدخل جيوشهم إلى فلسطين فور انسحاب القوات البريطانية، من أجل دعم الفلسطينيين وإخراج العصابات الصهيونية، إلا أن هذا القرار شابه التردد وسوء التخطيط. فلم يتم تسليح المقاومة الفلسطينية بشكل كافٍ، ولم تُقدَّم لهم العدة والعتاد كما فعلت الحركة الصهيونية لمقاتليها.
افتقرت الجيوش العربية إلى التنسيق، وكانت تعاني من نقص في السلاح والقيادات الميدانية الفعالة، مما أدى إلى هزيمتها أمام تنظيم صهيوني محكم ومجهز.
الجيش المصري ودور المتطوعين
رغم الإخفاق العام، إلا أن الجيش المصري أدى دوره ببسالة، وخاض معارك بطولية في الأراضي الفلسطينية، رغم محدودية التسليح وضعف الإمكانيات. كما أظهر المتطوعون المصريون شجاعة كبيرة على خطوط المواجهة، وشاركوا في القتال جنبًا إلى جنب مع القوات النظامية.
اعتراف أمريكا بإسرائيل وطلب الهدنة
قبل يوم واحد من انتهاء الانتداب، أي في 14 مايو 1948، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية اعترافها الرسمي بقيام دولة إسرائيل، لتكون أول دولة تمنح الشرعية الدولية للكيان الجديد، ما مثّل نصرًا سياسيًا ومعنويًا وماديًا كبيرًا للصهاينة.
وبعد نحو ثلاثة أسابيع فقط من اندلاع الحرب، تدخل مجلس الأمن وطلب فرض هدنة بين الطرفين. سارعت الدول العربية إلى قبول الهدنة، فيما تجاهلتها إسرائيل ومضت في خططها التوسعية دون أن تلقى ردًا عربيًا حاسمًا.