كتب مبارك بيضون في 'اللواء'

انتخابات بلدية تشبه كل شيء بما فيها التناقضات بين خصوم السياسة اليوم وفي الأمس، فالجميع يبرر ذلك بالمصلحة العامة الإنمائية للمناطق والقرى والبلدات وأصبح الجميع حريصون على تبنّي المشاريع التنموية.

كل ذلك من أجل مكاسب لأصوات مؤيدة لمشاريع فضفاضة لا مجال لها لتنفيذها بعد اصطدامها بعامل المال المشروط، لأن العجز متوفر بشكل دائم منذ ان بدات المحاسبة والمزاجية والتضييق تتلاشى ويكون هناك محاسبة ومزاجية تضييق على كل المشاريع الحياتية والإنمائية والتي أدّت الى ضرب الهيكلية المنتظمة الناظمة لكل المشاريع والمخططات، والتي كان من الممكن العمل بها ولكن غياب مبدأ العقاب هو من المعوقات الأساسية لكسر قدرة الدولة وانهيارها فأسقط الدولة مما أدّى الى وضع البلد بانهيار تام على كل المستويات.

وعلى ما يبدو أنّ الانتخابات الاختيارية والبلدية في بيروت، المُقرّرة يوم 18 الجاري، ستأخذ منحى مختلفاً عن كل ما سبق من استحقاقات انتخابية سادت في الماضي، رغم الإعلان عن لائحة توافقية ضمّت الأضداد باستثناء الجماعة الإسلامية التي ستكون موجودة في لائحة أخرى.

وكما أكدت «أوساط مطّلعة على مجريات الأمور» لـ«مركز بيروت للأخبار» فأنّ المجلس البلدي المُقبل سيكون عبارة عن «توليفة مناصفاتية» تضم أقطاب السياسة والأحزاب اللبنانية عموماً، والمُشكّلة لـ«الموزاييك السياسي البيروتي» على وجه التحديد، وهو ما أكدته اللائحة التي تم الإعلان عنها أمس باحتفال في حرش بيروت.

من هنا، نجح «الهدف الإنمائي» بجمع القوى المتناقضة في الإيديولوجيات والمشاريع والتوجّهات السياسية، على «توافق بلدي موحِّد» في إطار لائحة واحدة، لإنقاذ «المناصفة»، ولتتمكّن بيروت من الوصول إلى «لائحة قوية ومتماسكة وقادرة على الفوز»، تترجم «التنوّع البيروتي» في كيان واحد، وتساهم في عملية الإنماء.

تخوّف من الخرق.. وبري يتحرّك

وبعد أن صدقت توقّعات الأوساط بمشاركة واسعة من مختلف الأطراف فقبلت المشاركة في هذه اللائحة، إلّا أنّ تخوّفاً برز في «تفاصيل اللحظات الأخيرة»، نجم عن إمكانية مخالفة «بيئة مكوَّن سياسي» منح أصواتها لـ«القوات اللبنانية»، في ظل ارتفاع حدّة نيران الخلاف السياسي بين الجهتين، واتساع الهوّة بين بيئتيهما نتيجة التطوّرات المحلية والإقليمية المتسارعة.

وبعد الإعلان عن اللائحة وما تضمنته من قوى متناقضة، الأنظار تتجه الى تحركات الرئيس نبيه بري لتثبيت المناصفة ومنع أي خرق، خصوصا مع وجود «حزب الله» و«القوات اللبنانية»، وفي ظل وجود مخاوف من عمليات تشطيب يمكن أن تؤثر سلبا على المناصفة، وستحاول الأحزاب المختلفة أن تمنع التشطيب أو الحد منه قدر المستطاع، كي يكون هناك ضمانة بأن اللائحة ستنجح بأكملها، خصوصا مع وجود لوائح قوية أخرى تسعى للخرق، والكل في انتظار تاريخ 18 أيار لمعرفة ما ستؤول إليه الأمور، وهل سيصل القطار الى السكة فتنجح المناصفة والتوافق في بيروت؟!

* مدير «مركز بيروت للأخبار»