اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٩ كانون الأول ٢٠٢٥
قبل عقود من تحوله إلى أحد أكثر القتلة المتسلسلين رعبًا في التاريخ الأميركي، وقبل أن يكتسب ألقابه المرعبة كـ 'سفاح الولاية الذهبية' أو 'مغتصب المنطقة الشرقية'، كان جوزيف دي أنجيلو يمارس بروفات مبكرة للوحشية في شوارع 'رانشو كوردوفا' بكاليفورنيا، ليس ضد البشر بعد، بل ضد الحيوانات.
في كتاب جديد بعنوان 'الشعب ضد سفاح الولاية الذهبية' (The People vs. the Golden State Killer)، يكشف ثين هو، المدعي العام لمقاطعة ساكرامنتو، عن تفاصيل دموية من مراهقة دي أنجيلو في الستينيات، راسمًا صورة لشاب كان يتجول بدراجته أو سيارته من طراز 'شيفي بيل إير' بحثًا عن أهداف سهلة، قبل أن يصطدم بخصم غير متوقع فجّر فيه غضبًا شيطانيًا.
حينما تحول النباح إلى كرة لهب
تعود الواقعة إلى يوم صيفي في الستينيات، حين رصد دي أنجيلو، المراهق آنذاك، وصديق له باب مرآب مفتوحاً في أحد المنازل.
ترجل المراهقان عن دراجتيهما وتسللا نحو الممر، ليواجههما فجأة كلب ضخم من فصيلة 'جيرمن شيبرد' بدأ بالنباح الشرس دفاعاً عن منزله.
يقول المدعي العام ثين هو في تصريحات لمجلة 'بيبول': 'تراجع دي أنجيلو خائفًا من الكلب، فسقط أرضًا وأصيب في معصمه'. تلك السقطة، التي بدت كجرح لكبريائه أكثر من جسده، أشعلت فتيل غضب غير متناسب.
يضيف 'هو' واصفاً المشهد المروع: 'كان غاضباً لدرجة أنه أخرج مفرقعات نارية قوية من طراز (Cherry Bomb M-80)، أشعل فتيلها، وألقاها مباشرة أسفل الكلب'.
ورغم توسلات صديقه الذي صرخ فيه: 'لا تؤذِ الكلب.. إنه يقوم بعمله فقط.. إنه يحمي منزله'، إلا أن دي أنجيلو لم يتوقف.
النتيجة كانت مرعبة؛ انفجرت المفرقعات، واشتعلت النيران في جسد الكلب الحي، ليموت محترقًا أمام عينيهما. يعلق المدعي العام على ذلك قائلًا: 'لم يستطع دي أنجيلو منع نفسه.. لقد فجر الكلب'.
عقدة 'الراعي الألماني'.. ورسائل التهديد الصوتية
لم تكن تلك حادثة عابرة، بل كشفت عن نمط سيكولوجي متجذر. يؤكد مؤلف الكتاب أن دي أنجيلو 'كانت لديه عقدة تجاه كلاب الجيرمن شيبرد تحديدًا'، مشيرًا إلى أنه قام بتعذيب كلاب من نفس الفصيلة في مواقف أخرى.
هذا السلوك، بحسب وصف المدعي العام، 'ليس مفاجئاً بالنسبة لشخص سيصبح قاتلًا متسلسلًا'، في إشارة واضحة لما يُعرف في علم النفس الجنائي بـ 'ثالوث ماكدونالد' الذي يربط بين تعذيب الحيوانات في الصغر والسلوك الإجرامي العنيف لاحقًا.
ظلت هذه الكراهية ملازمة له طوال حياته المزدوجة كشرطي ومجرم. فبعد اعتقاله في عام 2018، كشف أحد الجيران للمحققين واقعة مرعبة أخرى، حيث هدد دي أنجيلو بقتل كلب العائلة لأنه 'ينبح بصوت عالٍ جدًا'.
ولم يكتفِ بالتهديد الشفهي، بل ترك رسالة صوتية مرعبة على جهاز الرد الآلي الخاص بجاره قال فيها نصاً: 'أسكت هذا الكلب، وإلا سأجلب شحنة من الموت إلى منزلك'.
من 'سفاح' إلى عامل مطبخ مرعوب
اليوم، يقبع الرجل الذي زرع الرعب في كاليفورنيا، والمعروف أيضًا بلقب 'مطارِد الليل الأصلي'، في مكان يتناقض كليًا مع جبروته السابق.
دي أنجيلو (72 عامًا عند إقراره بالذنب)، والذي كان شرطيًا وميكانيكيًا، اعترف في يونيو 2020 بارتكاب 13 جريمة قتل من الدرجة الأولى وجرائم أخرى لتجنب عقوبة الإعدام، وحُكم عليه بالسجن المؤبد دون احتمال للإفراج المشروط.
يكشف المدعي العام ثين هو عن وضعه الحالي المثير للشفقة والسخرية في آن واحد؛ إذ يتم احتجازه في 'وحدة الحماية السكنية' بأحد سجون وسط كاليفورنيا. يقول هو: 'هذا هو المكان الذي يضعون فيه المتحرشين بالأطفال، والمغتصبين، والوشاة، والمنشقين عن العصابات'.
ويختتم واصفًا يوميات السفاح: 'إنه يعمل في قاعة الطعام بالكافيتريا، وبحسب ما أفهم، فإنه يتلفت حوله باستمرار.. إنه يعيش في رعب دائم من التعرض للاعتداء'.










































