ترجمة - وكالة خبر

تتزايد التقديرات الإسرائيلية بصعوبة إجلاء أكثر من مليون وربع فلسطيني من شمال وادي قطاع غزّة إلى جنوبه، وذلك في ظل الحديث عن مفاوضات سرية تجري خلف الكواليس لإنهاء الحرب من جانب، ومن جانب آخر عدم وجود أماكن أو مقومات حياة تكفي لاستعياب هذا العدد الكبير.

ومن المعروف أنَّ نحو مليون فلسطيني يعيشون في جنوب ووسط قطاع غزة -المساحة المقلصة منه بعد قضم الاحتلال أراضي واسعة من خانيونس ودير البلح ورفح بالكامل-، حيث تفتقر هذه المناطق لمقومات الحياة، ولا يوجد متسع يكفي لهذه الأعداد حال قرر الاحتلال إجلاء الشق الشمالي من القطاع.

صحيفة 'هآرتس' كشفت عن حدث بالغ الأهمية في جلسة المجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر 'الكابنيت' يوم أمس، وهو تأييد ودعم جميع ممثلي المنظومة الأمنية للتوجه نحو صفقة جزئية يتم بموجبها تحرير نصف الأسرى الأحياء والأموات.

وبحسب الصحيفة، فقد حذّرت المنظومة الأمنية خلال الاجتماع من تداعيات السيطرة الكاملة على مدينة غزة، مُعتبرين أنها ستُكلف 'إسرائيل' ثمناً باهظاً ولن تُجبر حماس على قبول الشروط الإسرائيلية.

وأشارت إلى أنّه وبشكل غير مألوف، أثار بعض وزراء الليكود -حزب نتنياهو- تساؤلات حول نجاح العملية، كذلك فوجئ قادة المنظومة الأمنية من أنَّ بعض الوزراء ومنهم وزير الخارجية جدعون ساعر، ووزير العلوم غمليئيل، ووزير التعاون الإقليمي أمسالم وحتى وزير القضاء ليفين طرحوا أسئلة صعبة.

وأكملت الصحيفة: 'أمسالم حذّر من أنَّ القطاع قد يتحول إلى فيتنام على إسرائيل، أما ساعر فاستعرض بالتفصيل تدهور مكانة إسرائيل الدولية في ظل استمرار الحرب، حيث طرح تساؤلات عن أسباب تغيير الموافق الإسرائيلية وخصوصاً موقف نتنياهو.

وبيّنت الصحيفة، أنّه وفق جميع قادة المنظومة الأمنية، فإنَّ عملية عسكرية واسعة في مدينة غزة لن تؤدي إلى هزيمة سريعة لحماس كما يزعم نتنياهو، ولن تُرغم الحركة على قبول صفقة كاملة بشروط إسرائيلية، وفي المقابل ستُفاقم العملية وضع إسرائيل الدولي مع خطر متزايد لتصعيد أمني في الضفة الغربية.

كما حذّر رئيس الأركان زامير من أنَّ العملية الجديدة في غزة قد تستمر عاماً كاملاً، وأنّه لا تتوفر بعد ظروف إنسانية لا ستيعاب مئات الآلاف من الفلسطيينين الذين سيتم دفعهم جنوباً.

وفي الإطار ذاته، أوضحت صحيفة 'يديعوت أحرنوت'، أنَّ الوزيران جدعون ساعر وغيلا غمليئيل أعربا في جلسة الكابنيت عن دعمها لصفقة جزئية للإفراج عن الأسرى.