لا تزال فرق الدفاع المدني والإطفاء في سوريا تواصل جهودها لإخماد حريق غابات اندلع مساء يوم الجمعة في منطقة جبل التركمان بمحافظة اللاذقية، في مواجهة تحديات كبيرة تزيد من تعقيد عمليات الإخماد، أبرزها التضاريس الوعرة والظروف الجوية وإرث الحرب من المخلفات غير المنفجرة.

وقد اندلع الحريق في غابات وأحراش قرية باشورة في منطقة جبل التركمان بالريف الشمالي لمحافظة اللاذقية، وسارعت على إثره فرق الدفاع المدني التابعة لوزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، بالإضافة إلى فرق الإطفاء التابعة لوزارة الزراعة، إلى موقع الحريق.

وباشرت الفرق عمليات الإخماد على الفور، وسعت إلى السيطرة على النيران التي توسعت بفعل سرعة الرياح، مع بذل جهود حثيثة لمنع امتدادها إلى المناطق المأهولة بالسكان أو الأراضي الزراعية المجاورة.

الصعوبات والتحديات الميدانية

أفاد قائد فريق مركز الدفاع المدني في اللاذقية، محمود الشريقي، بأن عمليات الإخماد تواجه 'صعوبات كبيرة'، ويمكن تلخيص هذه التحديات في النقاط التالية:

· الظروف الطبيعية: تعيق وعورة التضاريس وسرعة الرياح حركة ووصول فرق الإطفاء، كما تساهم في توسيع رقعة الحريق بسرعة.

· مخلفات الحرب: يشكل وجود ذخائر غير متفجرة من مخلفات النزاع المسلح في محيط بعض المواقع خطراً إضافياً، مما يفرض مزيداً من الحذر أثناء العمليات وربما يؤخرها.

وقد سبق أن أشارت تقارير إلى أن انتشار الألغام ومخلفات الحرب كان أحد أبرز الصعوبات التي واجهت الفرق في حرائق سابقة بالمنطقة.

ويعد الحريق الحالي ليس حدثاً معزولاً، بل يأتي في سياق عام تشهد فيه سوريا ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الحرائق.

إحصاءات رسمية

أعلنت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية أن فرق الإطفاء تعاملت مع أكثر من 9,600 حريق في مختلف المحافظات منذ كانون الثاني/يناير حتى نهاية أيلول/سبتمبر 2025؛ شملت هذه الحرائق أكثر من 2,100 حريق في الغابات والحقول الزراعية، ونحو 2000 حريق في منازل المدنيين.

وقد شهدت محافظة اللاذقية خلال الصيف الماضي سلسلة حرائق كبيرة اجتاحت مساحات واسعة من الغابات والأحراش، وأدت إلى خسائر بيئية وزراعية، ما دفع الجهات المعنية آنذاك إلى تعزيز خطط الاستجابة السريعة وتكثيف الإجراءات الوقائية.

خطط الوقاية وخطوط النار

في محاولة للحد من هذه الكوارث، اتخذت الجهات المعنية بعض الإجراءات الاستباقية، حيث أعلنت وزارة الطوارئ عن تفعيل خطة للوقاية من حرائق الغابات في اللاذقية، تشمل نشر 25 نقطة إطفاء متقدمة في الغابات، تعمل على مدار الساعة كمراكز للمراقبة والاستجابة لأي طارئ.

كما افتتحت الوزارة نحو 200 من خطوط النار في الساحل، بما يساعد على مواجهة حرائق الغابات، خصوصا خلال فصل الصيف.