في حلقة مؤثرة من برنامج 'ضيف الراية' عبر شبكة رايـــة الإعلامية،استضافت الإعلامية آلاء مرار الدكتور بدر زماعره، المدير التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي، والناشط المجتمعي الذي لم يكتفِ بالكلام، بل نزل إلى الميدان وبنى مع الشباب 'قريةالشباب' في كفر نعمة، متحديًا اعتداءات المستوطنين ومحملًا وجع غزة في قلبه وصوته.

زماعره الذي اعتاد التنقل بين رام الله وغزة، تحدّث بحرقة عن ما يجري في القطاع قائلًا: 'غزة مُحيت من الذاكرة... ما جرى ليس فقط تدمير بيوت، بل تدمير للكرامة، للتراث، للذكريات. لم أتخيل أن يفقد الإنسان حتى كيس الطحين كأولوية للنجاة.'

وتابع: 'غزة الجميلة التي أعرفها لم تعد كما كانت... تم محو ذكرياتها وثقافتها وتاريخها. ما يحدث هو إذلال متعمّد ومحو لهوية الناس، وجريمة تندى لها جبين الإنسانية.'

وأكّد أن ما رأه في الميدان من قصص مؤلمة، كتلك التي روتها إحدى زميلاته عن قصف منزلها، يظهر حجم الكارثة الإنسانية والبيئية، قائلاً: 'غزة اليوم تطفو فوق النفايات والدمار والإشعاعات. الأوضاع الصحية والإنسانية كارثية بكل المقاييس.'

وأضاف بأسى؛ أن أكثر من 4,000 طالب وطالبة استشهدوا ولم يتمكن طلاب غزة للسنة الثانية من تقديم امتحانات الثانوية، مشددًا على أن ما يحدث هو إبادة ممنهجة تطال الإنسان والبنية والهُوية.

منتدى شارك... من التدريب إلى النجاة

استعرض زماعره التحول الذي طرأ على عمل المنتدى في غزة بعد اندلاع الحرب، حيث تحول 600 متدرب إلى متطوعين ميدانيين، ونجحوا رغم القصف والنزوح من تشغيل أكثر من 25 تكية لإطعام 50,000 شخص يوميًا.

وأوضح أن المنتدى وفّر أيضًا رعاية صحية للحوامل واحتياجات النساء والفتيات، وبدأ بإطلاق مشاريع للتعليم الشعبي والمخيمات النفسية، في ظل انهيار المدارس والمنظومة التعليمية.

قرية الشباب... مشروع مقاومة بالأمل

وعن 'قرية الشباب' التي أقيمت في كفر نعمة، أكد زماعره أنها مشروع حياة لا يقل عن أي مقاومة سياسية أو قانونية، قائلاً: 'القرية أقيمت على جبل كان خاليًا، وبنيت بإرادة الشباب. اليوم، المستوطنون يحاولون تدميرها، لكنها ستبقى لأنها تمثل الأمل... وإذا سقطت، يسقط معها جزء من روح الشباب.'

وتابع: 'نحن نبني كي لا يمتد الاستيطان، كي لا نخسر الأرض ولا نخسر الثقة بقدرتنا على النهوض.'

القانون... سلاح الشعوب المحتلة

وبصفته أستاذًا ومحاميًا متخصصًا بالقانون الدولي وحقوق الإنسان، شدد زماعره على أهمية التوثيق القانوني للجرائم وضرورة التوجه للمحكمة الجنائية الدولية، وقال: 'نحن كشعب تحت الاحتلال ملزمون بالقانون الدولي أكثر من غيرنا، لأننا نريد أن نربح معركتنا في ميادين العدالة العالمية.'

'هذه فلسطين'... مشروع العائلة والذاكرة

وروى زماعره كيف بدأ مشروع 'This is Palestine' مع أطفاله أحمد وعلي، لتوثيق القرى الفلسطينية المهجرة، مؤكدًا أن الهدف هو خلق جيل فلسطيني واعٍ يروي قضيته بلغته ورؤيته 'نحن لا نربي فقط أبناءً... نحن نربي رواةً لذاكرة الوطن.'

واختتم د. بدر زماعره حديثه برسالة قوية إلى الشباب: 'لا تيأسوا، لا تغادروا. الأمل سلاحنا الوحيد، وواجبنا أن نحمي بلدنا من اليأس، من التجويع، من التهجير... ومن النسيان.'