عاد الإضراب في القطاع التعليمي إلى الواجهة من جديد، وسط تصاعد التحركات والمطالبات بتحقيق حقوق المعلمين والعاملين في القطاع التربوي. ويأتي هذا الإضراب في وقت حسّاس، مع تزايد الضغط على الحكومة لإيجاد حلول عاجلة تنصف قطاع التعليم وتضمن استمرارية النظام التعليمي في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة.

'إضراب تحذيري” في المدارس الرسمية

في هذا السياق، أعلنت لجنة الأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي الرسمي في بيان، عن بدء “الإضراب التحذيري” في المدارس الرسمية اعتبارًا من صباح الأربعاء حتى مساء الأحد المقبل، وذلك بناءً على نتائج الاستبيان الذي دعت إليه اللجنة للتصويت، بعد حرمانهم من الاستمرار في قبض بدل الإنتاجية في فصل الصيف التي كانت مقدرة بقيمة 375 دولارًا، بالإضافة إلى تعديل أجر ساعة التعاقد ليصل إلى 13 دولارًا كما كان في السابق.

كما طالبت اللجنة بوحدة التشريع، أي أن يحصل الأساتذة المتعاقدون على الحقوق نفسها التي يحصل عليها أساتذة الملاك، لجهة حصول أساتذة الملاك على بدل المثابرة في فصل الصيف.

كذلك، أشارت اللجنة إلى أنه “تنفيذًا لرغبة وقرار الأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي، يتم تنفيذ هذا الإضراب التحذيري لإفساح المجال للتفاوض والحوار المباشر مع وزارة التربية والحكومة لاستعادة حقوق الزملاء المتعاقدين، على أن يتم تقييم وضع الإضراب بنهاية الأسبوع، وهو قابل للتمديد بناءً على نتائج الاتصالات مع وزارة التربية”.

'حراك المعلمين المتعاقدين': فوجئنا اليوم صباحًا بإعلان الإضراب

بدوره، قال 'حراك المعلمين المتعاقدين' و'لجنة متعاقدي الأساسي' في بيان:' في لقاء الأمس مع وزيرة التربية الدكتورة ريما كرامي طلبنا وكررنا ثلاث مرات تعديل المرسوم لإعطاء مثابرة للمتعاقدين عن أشهر الصيف. وكان ردّها أن أي طلب تعديل بالمرسوم الذي أقر بجلسة الخميس سيوقف تنفيذ قراراته سواء برفع أجر الساعة أو المثابرة الشهرية. لذلك من أجل رفع الأذية عن المتعاقدين طلبنا من الوزيرة  إعداد صيغة مرسوم جديد ينصّ على دفع بدل مثابرة في الصيف من خارج هذا المرسوم كي لا يتوقف العمل برفع أجر الساعة وبالمثابرة. وحجّتنا هي العدالة والإنصاف بين المعلمين  إذ لا يجوز أن تعطي معلمًا حوافز عمل وانتاج وتحرم الآخر هذا الحق لاعتبارات بيروقراطية وخصوصًا إذا ما علمنا أن المتعاقد نفسه استحصل العام الماضي على بدل انتاجية في الصيف وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدل على أن القوانين طائعة ولينة ووضعت لخدمة كل الناس وليس لفئة من الناس'.

أضاف البيان: 'أما في خصوص الإضراب ففوجئنا اليوم صباحًا بإعلان الإضراب من دون أن يتشاور معنا أحد، حتى موضوع الإضراب نفسه لم تطرحه أي لجنة في اللقاء امس مع الوزيرة. يعني في نقاش اللجان مع الوزيرة لم يطرح أي متعاقد فكرة إعلان الإضراب نهار الأربعاء والخميس، ولم يتصل بنا أحد مساءً وليلًا ليطرح علينا موضوع الإضراب أو يتشاور معنا به'.

ختم البيان: 'أيها الزملاء، طلبنا  امس من الوزيرة كرامي إعداد صيغة مرسوم  بدل مثابرة في الصيف للمتعاقدين، واليوم أرسلنا للوزيرة من جديد هذا الطلب على أن تشمل جميع فئات المتعاقدين في التعليم الرسمي من ثانوي وأساسي ومهني ومستعان واجرائي وصناديق مدارس وبعد الظهر وعمال المكننة. نتمنى من الوزيرة صياغة المرسوم وحمله إلى مجلس الوزراء وعلى مجلس الوزراء أن يكون عادلاً في مقاربته حقوق المعلمين'.

إضراب تحذيري للعاملين بالجامعة اللبنانية

من جهة أخرى، أعلنت رابطة العاملين في الجامعة اللبنانية الإضراب التحذيري ضمن المكاتب يومي الخميس والجمعة المقبلين في ٢٠ و٢١ آذار ٢٠٢٥ وتكون هذه الخطوة إنذارًا أوليًّا لإعادة النظر بواقع الجامعة والعاملين فيها ومراجعةً للمطالب التي سلمتها الرابطة للوزيرة بعد نيل الحكومة الثقة.

وطالبت بدفع بدل الإنتاجية لهذا الشهر ضمن المهلة المحددة وقبل الاعياد، ثم التحدث بعدها بالآلية الجديدة عند صدور موازنة الجامعة.

وقالت في بيان 'هذا الحق مقدس لانه يمس حياة عائلاتنا خصوصًا اننا في شهر الصوم ولا نعلم اذا كان المسؤولون يدركون أعباء هذا الشهر أم يعيشون في كوكب آخر'.

وأضافت: 'تبقي رابطة العاملين في الجامعة اللبنانية اجتماعاتها مفتوحة للتصعيد الميداني أمام مقرات الجهات المقصرة بحق جامعتنا ولا عودة الى الوراء حتى تحقيق كل ما يؤمن الحياة الكريمة لعائلاتنا'.