باريس – مصدر الإخبارية

قالت 80 دولة، الخميس، إن غزة تواجه 'أسوأ أزمة إنسانية' منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، محذرة من أن المدنيين بالقطاع يتعرضون لخطر 'المجاعة'.

جاء ذلك في بيان مشترك وجهته هذه الدول إلى الأمم المتحدة بالتزامن مع 'أسبوع حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة'، ونشرت نصه وزارة الخارجية الفرنسية عبر موقعها الإلكتروني.

يأتي ذلك فيما تجتمع الدول في مجلس الأمن لمناقشة أحدث تقرير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بشأن حماية المدنيين خلال النزاعات المسلحة، بمشاركة 80 وفدا.

وقالت الدول الـ80، في بيانها: 'لدينا رسالة واضحة تتمثل في أن حماية المدنيين بالنزاعات المسلحة ليست خيارا، بل التزام قانوني بموجب القانون الإنساني الدولي، وواجب أخلاقي لا يمكننا إهماله'.

كما دقّ البيان الدولي ناقوس الخطر إزاء الارتفاع الحاد في أعداد الضحايا المدنيين في النزاعات العالمية، وكشف أن أكثر من 36 ألف مدني قُتلوا في 14 منطقة حرب عام 2024، وفق بيانات أممية.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 'أوتشا'، تواجه غزة 'أسوأ أزمة إنسانية منذ بدء الأعمال القتالية في أعقاب هجمات 7 أكتوبر 2023، إذ يواجه المدنيون خطر المجاعة'، ويُصنَّفون في مرحلة حرجة من انعدام الأمن الغذائي، حسب التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)، فيما قُتل مئات من العاملين في مجال الإغاثة منذ بداية النزاع، حسب البيان.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير التهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الحرب، بدعم أمريكي، أكثر من 175 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة قتلت كثيرين بينهم أطفال.

وفي السودان، يتحمل المدنيون وطأة العنف، حيث نزح ملايين الأشخاص داخليًا، ويواجه أكثر من نصف السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفق ما قالت 80 دولة.

ويخوض الجيش السوداني وقوات 'الدعم السريع' منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

وقال البيان: 'ثمة معاناة واسعة النطاق للمدنيين أيضا في سوريا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ومالي، والصومال، وجنوب السودان، وموزمبيق، وميانمار، ونيجيريا، وأوكرانيا، وأماكن أخرى'.

وأضاف: 'في ظل تفاقم الصراعات والاستهتار بحياة المدنيين في مناطق كثيرة، ندعو جميع أطراف النزاعات المسلحة إلى احترام القانون الإنساني الدولي بكافة الظروف'.

وبشأن العاملين في المجال الإنساني، قال البيان الدولي إن '2024 كان العام الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة لهم، حيث قُتل أكثر من 360 عاملًا إنسانيًا في 20 دولة، ويجب أن يتوقف هذا'.

وتابع: 'نُشيد بالدور الحيوي للجهات الفاعلة الإنسانية، ونُدين جميع أعمال العنف والتهديدات ضدهم'.

وفي معرض تأكيده ضرورة وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين المحتاجين، حث البيان أطراف النزاع على السماح بذلك بشكل آمن وسريع ودون عوائق، وفقًا لما يقتضيه القانون الإنساني الدولي.

وشدد على أن استغلال المساعدات الإنسانية لأغراض استراتيجية سياسية أو عسكرية أو أمنية أمر 'غير مقبول'.

كما سلط البيان المشترك للدول الـ 80 الضوء على أهمية عمل الصحفيين والإعلاميين والأفراد المرتبطين بهم بالقول: 'نحث أطراف النزاع على احترام استقلاليتهم المهنية وحقوقهم'.

وأردف: 'في وقت أصبح فيه التضليل الإعلامي أسهل انتشارا، تكتسب وسائل الإعلام المستقلة والتقارير الميدانية أهمية خاصة'.

وجدد البيان تأكيد أن 'المساءلة ومحاسبة الجناة عن الانتهاكات أمر أساسي'.

وأوضح أن 'الإفلات من العقاب ليس مجرد إخفاق في تحقيق العدالة، بل هو ترخيص لتكرار الانتهاك'.

واختتم البيان بالقول: 'نؤكد مسؤوليتنا الجماعية في حماية الفئات الأكثر ضعفا، ودعم القانون الدولي، وإعطاء الأولوية لسلامة المدنيين وكرامتهم وحقوقهم'.

ومن بين الدول الـ 80، مصر والجزائر والبحرين والسودان والأردن والكويت ولبنان والمغرب وفلسطين وقطر والسعودية والإمارات وجنوب إفريقيا وعُمان وإندونيسيا وتركيا وأستراليا والنمسا وبنغلاديش وماليزيا وبلجيكا وكندا والصين والدنمارك والاتحاد الأوروبي واليابان وباكستان وإسبانيا.

وجمع أسبوع حماية المدنيين 2025 الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، ووكالاتها، والمنظمات غير الحكومية، ومجتمعات الخطوط الأمامية، على مدى أسبوع من الفعاليات الديناميكية، واختتم الخميس، بالمناقشة المفتوحة في مجلس الأمن.