تسيطر على لبنان في الأيام المقبلة موجة حرّ شديدة، وسط ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة ونِسَب الرطوبة، ما يزيد من الشعور بالحرّ الخانق، خصوصًا في المناطق الساحلية والداخلية. وقد حذّرت الجهات المختصة من ارتفاع خطر اندلاع الحرائق، داعيةً المواطنين إلى توخّي الحذر والامتناع عن أي نشاط قد يُشعل النيران في الأحراج أو الأراضي الزراعية.

في هذا السياق، أفادت مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية (LARI) في تل عمارة، في بيان إرشاديّ، بأن 'الطقس في لبنان سيكون حارًّا أكثر من المعتاد لأيام، مع رطوبةٍ مرتفعةٍ، مما يزيد من حدّة الحرّ'.

وأشارت إلى أن 'درجات الحرارة في البقاع ستسجّل نحو 35 درجة حتى السبت 27 تموز، حيث من المتوقع أن ترتفع إلى 37 درجة، قبل أن تنخفض مجدّدًا إلى نحو 30 درجة'.

كما توقعت أن 'تكون الرياح شمالية غربية قوية، بخاصةٍ خلال فترة بعد الظهر'، وحذّرت من أن 'مؤشّر خطر اندلاع الحرائق سيكون بين المتوسط والمرتفع'.

موجة حرّ بدءًا من الثلاثاء

وفي تفاصيل الطقس، يتأثّر لبنان والحوض الشرقي للمتوسط تدريجيًّا اعتبارًا من اليوم الثلاثاء بكتل هوائية حارّة ورطبة نسبيًّا، حيث تتخطّى درجات الحرارة معدّلاتها الموسمية وتزيد الشعور بالحرّ، خاصةً على الساحل، ويستمرّ تأثيرها حتى بداية الأسبوع المقبل.

وأفادت مصلحة الأرصاد الجوية بأنّ معدل درجات الحرارة لشهر تموز: بيروت ما بين 24 و32 درجة، طرابلس ما بين 20 و31 درجة، وزحلة ما بين 18 و34 درجة.

وهنا تفاصيل طقس الأيام المقبلة:

– الثلاثاء: غائم جزئيًّا إلى قليل الغيوم مع ارتفاع بدرجات الحرارة على الجبال وفي الداخل، حيث تتخطّى معدّلاتها الموسمية، وتبقى من دون تعديل على الساحل، مع نسبة رطوبةٍ مرتفعةٍ، ممّا يزيد من الشعور بالحرّ، كما يتكوّن الضباب بدءًا من مستويات منخفضة.

– الأربعاء: قليل الغيوم إجمالًا مع ارتفاع إضافي بدرجات الحرارة، خاصةً في المناطق الجبلية والساحلية، واستقرارها في المناطق الداخلية، كما يتشكّل الضباب على مستويات منخفضة بسبب الرطوبة المرتفعة.

– الخميس: غائم جزئيًّا إلى قليل الغيوم، من دون تعديل يُذكر بدرجات الحرارة، كما يتكوّن الضباب على المرتفعات المتوسطة، وتنشط الرياح، خاصةً شمال البلاد، يرتفع معها موج البحر.

– الجمعة: غائم جزئيًّا من دون تعديل بدرجات الحرارة في المناطق الداخلية، بينما تنخفض بشكل طفيف في المناطق الجبلية والساحلية، كما يتكوّن الضباب الكثيف على المرتفعات المتوسطة، حيث تسوء معه الرؤية أحيانًا.

إطلاق الحملة الوطنية للحدّ من حرائق الغابات

في سياق متصل، أُطلقت في مقرّ 'المجلس الوطني للبحوث العلمية' في بيروت الحملة الوطنية للحدّ من خطر حرائق الغابات، بحضور وزيرة البيئة تمارا الزين، ووزير الزراعة نزار هاني، وممثل وزير الداخلية العميد نبيل فرح، إلى جانب الأمين العام للمجلس شادي عبد الله وناشطين بيئيين.

وأكد وزير الزراعة نزار هاني أنّ الحملة تشكّل محطةً استراتيجيةً دائمةً ترتكز إلى الوقاية، مُشدّدًا على أنّ الغابات ليست مجرد مساحات خضراء، بل منظومة حيوية مهدّدة بفعل الإهمال وسوء التصرّف البشري. وطرح خطةً متكاملةً تشمل تنظيف الأحراج، ونشرات إنذار مبكر، وتوعية مجتمعية، وتفعيل دور البلديات.

من جهتها، شدّدت وزيرة البيئة تمارا الزين على أهمّية التعاون بين الوزارات المعنية والمجتمع المحلي، وأشارت إلى تزايد عدد الحرائق من 4264 حريقًا في 2023 إلى 6365 في 2024، محذّرة من تحدّيات إضافية كشحّ المياه وتداعيات التغيّر المناخي. ولفتت إلى أن التدخّل مكلف، لكن الوقاية أوفر، داعيةً إلى مراعاة التنوّع البيولوجي في عمليات التشحيل والتشجير.

واختُتم اللقاء بعرضٍ موجزٍ للحملة قدّمته مديرة جمعية الثروة الحرجية والتنمية سوسن بوفخر الدين، تحت شعار: 'ما تلعب بالنار'.