اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٣٠ نيسان ٢٠٢٥
بيروت ـ زينة طباره
قال المحلل الجيوسياسي د. جورج أبو صعب في حديث إلى «الأنباء»: «يعيش لبنان في ظل المشهدية الإقليمية الراهنة، إرهاصات المرحلة الانتقالية من اللادولة إلى بناء الدولة، وبالتالي المراوحة من جهة واللعب في الوقت الضائع من جهة ثانية، في انتظار ما ستؤول اليه المفاوضات الاميركية ـ الايرانية، وسط تمسك كل من الطرفين بأوراقه الاستراتيجية، لاسيما الطرف الايراني بما تبقى لديه من أوراق في المنطقة العربية وأبرزها ورقة حزب الله المتدحرج دورا وتأثيرا وتسلحا في لبنان والمنطقة».
ووصف الدكتور في القانون الدولي أبو صعب، المرحلة الراهنة بـ«السباق مع الوقت بين المعسكر الأميركي ـ الغربي ـ الخليجي، الذي يدفع باتجاه تسريع عملية نزع السلاح غير الشرعي، وطي ملفه في شكل كامل ونهائي، في سياق مشروع قيام الدولة اللبنانية واستعادة دورها وقرارها السيادي، وبين المعسكر الايراني الذي لا يزال حتى الساعة يراوغ ويماطل ويسوف، في محاولة منه لتحصيل بعض المكتسبات السياسية في مفاوضاته الراهنة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب».
وقال الأستاذ المحاضر في جامعة السوربون ومستشار السفارة الفرنسية في الدوحة: «من الطبيعي ان تشهد المرحلة الانتقالية في لبنان الكثير من المتناقضات السياسية، لاسيما في المواقف بين يريد ويصر على نزع السلاح وحصره بيد الدولة اللبنانية، وبين من يتوعد بقطع الأيادي التي ستمتد إلى سلاحه. وهذا يعني ان كلا من الفريقين يمارس على الآخر ما يمكنه من ضغوط سياسية واعلامية، في محاولة لكسب الوقت خلال مرحلة الترقب والمراوحة لصالحه، بما يتماهى ومشروعه وتطلعاته لمرحلة ما بعد المفاوضات الأميركية ـ الايرانية».
وتابع: «لبنان محكوم بأمرين أساسيين، تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعطى إسرائيل صلاحية التدخل في لبنان في حال استشعارها وجود خطر على أمنها. وهو ما يفسر استباحتها لسماء لبنان، وبين ارهاصات المرحلة الانتقالية ومن ضمنها المفاوضات الأميركية ـ الايرانية. وأخشى من ان استمرار الوضعية اللبنانية على حالها فترة طويلة، قد تنعكس سلبا على مسار العهد في بناء الدولة. لكن العهد وبحسب ما تنامى الينا من معلومات، تنبه إلى مخاطر الإطالة، ويحاول بالتالي ان يجعل من المرحلة الراهنة مثمرة عبر إطلاقه النقاش مع حزب الله للتوصل إلى اتفاق الحد الأدنى مع الأخير في موضوع سحب سلاحه».
وأضاف: «رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الموثوق به عربيا وغربيا بشكل عام، وخليجيا وأميركيا بشكل خاص، أبعد ما يكون عن سياسة المراوغة والمناورة في موضوع تطبيق القرارات الدولية لاسيما القرار 1701 وملحقاته في اتفاق وقف إطلاق النار. والأهم في سحب السلاح وحصره بيد الدولة، لذا يعمل جديا وبعزيمة قل نظيرها، عبر محاورة حزب الله ليس حول كيفية تسليم سلاحه بل حول توقيت تسليمه».
وفي السياق قال أبو صعب: «اتوقع حصول اتفاق بين أميركا وايران نتيجة ما ستقدمه الأخيرة من تنازلات، ليس من اجل انقاذ برنامجها النووي بل أولا للحفاظ على أمنها ونظامها، وثانيا لتحرير أرصدتها المجمدة في مصارف العالم، على ان تكون درة تاجها حزب الله في لبنان، أبرز ما ستتخلى عنه من أوراق تنازلية على طاولة المفاوضات، خصوصا بعد ان ادركت تدحرج دورها وتأثيرها بشكل عمودي دراماتيكي في المعادلة الإقليمية، بسبب سقوط نظام الأسد في سورية الذي كانت تعتبره طهران حجر الزاوية في بناء سياساتها واستراتيجياتها في المنطقة العربية».