بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يواجه المواطنون العديد من التحديات، منها النفسية والاجتماعية ومحاولتهم العودة إلى حياتهم الطبيعية والتأقلم معها بعد كل الصدمات التي واجهتهم خلال العدوان.

الأخصائية الاجتماعية والنفسية عفاف ربيع، أكدت أن حجم المعاناة للمواطنين في غزة هائل، ولا يوجد تفسير واضح وعميق لما حدث ويحدث في القطاع على مدار 15 شهرا من الإبادة للبشر والشجر والحجر وكافة مرافق الحياة.

ودعت ربيع في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية إلى الحذر خلال التدخلات النفسية والاجتماعية، حيث واجه الناس في غزة أوضاعا مختلفة تماما عن المحطات السابقة، وتعتبر الحرب الجارية من أكثر الحروب دمارا للإنسان أولا.

واعتبرت أن الحرب الإسرائيلية على غزة كان تهدف بالأساس إلى هزم الروح عند الإنسان الفلسطيني، ولذلك لا يمكن توقع شكل الحياة بعد نهاية الحرب 'ولكن أعتقد أن التكافل الاجتماعي والنفسي هو أهم شيء'.

وأوضحت ربيع أن الاحتلال كان يتعمد أيضا قتل ما يتعلق بالحفاظ على الذكريات الموجودة على أرض غزة، مشيرة إلى أن العودة الناس للحياة بعد الحرب ستكون لمناطق فقدوا فيها الأشخاص وأماكن كانت تشكل رمز الأمن لهم.

وشددت على أن الناس في غزة هم بحاجة لتدخلات من داخل القطاع من الأشخاص الذين ما زال لديهم جزء من التعافي، ليأخذوا على مسؤوليتهم مساندة الأسر والأشخاص الأخرين الأكثر تضررا من جراء الحرب.

وتابعت ربيع: 'الناس في غزة أيضا بحاجة لمساندة من الخارج بالإمكانيات المتوفرة، ولكن يجب أن يكون التدخل بحذر'، مشيرة إلى أن التدخلات يجب أن تكون على أكثر من مستوى؛ بدءً بالمستوى السريع والطارئ.

ووجهت الأخصائية الاجتماعية والنفسية رسالة لكافة العاملين في هذا المجال والمتطوعين، بأنه ليس كافة الأشخاص قادرين على التعامل مع الوضع الحالي، لأن هذه الحرب تختلف تماما عن الحروب السابقة في القطاع.