في ردٍّ عفوي وسريع على مقطع فيديو متداول يُظهر لحظة توتر بين أحد رجال الأمن السعوديين وزوجين معتمرين في ساحات الحرم المكي — حيث بدا رجل الأمن وكأنه يتعامل بفظاظة — سارع رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى استحضار فيديوهات قديمة توثّق لحظاتٍ إنسانية نادرة لرجال الأمن وهم يتعاملون بلطف واحترافية مع زوار بيت الله الحرام.

وجاء هذا الاستحضار كرد فعل واعٍ على الترويج لصورة سلبية لرجال الأمن في الحرم، مُذكّرين أن ما جرى في الفيديو الأخير يظل حادثة معزولة، لا تمثل مطلقاً النهج اليومي الذي يسير عليه منسوبو القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام.

ففي مشاهد أعادها النشطاء إلى الواجهة، ظهر رجال الأمن وهم يساعدون مسنين، يحملون أطفالًا ضلّوا طريقهم، يهدّئون من روع مرضى نفسيين، بل ويرافقون معتمرين متعبين إلى أماكن راحتهم. هذه اللقطات، التي تكررت مرارًا على مدار السنوات، شكّلت لدى المتابعين 'الوجه الحقيقي' لأمن الحرم: وجهٌ يجمع بين الحزم عند الضرورة، والرقة في اللحظة المناسبة.

وتتولى 'القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام'، إحدى الإدارات التابعة لشرطة مكة المكرمة، مهاما بالغة الدقة، أبرزها حفظ الأمن داخل المسجد الحرام وساحاته، وحراسة الإمام وحماية الميكروفون أثناء الصلاة وبعد انتهائها حتى عودته إلى مقر سكنه، إلى جانب تنظيم عمليات الدخول والخروج، وتقديم المساعدة للإرشاد وكبار السن والمرضى، وضمان خلو المسارات من أي معوقات.

ويؤدي منسوبو هذه القوة واجبهم على مدار العام، انطلاقا من مسؤوليتهم الدينية والوطنية في توفير الأمن والطمأنينة لضيوف الرحمن، لتمكينهم من أداء مناسكهم في جو من اليسر والسكينة.

لكن لا يخلو يومهم من بعض المواقف غير اللطيفة، فنظرا للكم الهائل من زوار بيت الله من مختلف الأعمار والجنسيات، وقيام البعض بمخالفة الأنظمة المعمول بها، وأبرزها افتراش ساحة صحن الحرم المكي وإعاقة عملية طواف المعتمرين، يضطر عناصر الأمن للتدخل وأحيانا الدخول في مشادات كلامية مع الزوار.

المصدر: RT