انتشرت يوم الخميس الماضي صور من مبنى إذاعة 'صوت المدى' وإذاعة 'fame' في منطقة المطيلب لحريق كبير ومخلفاته في غرف الإذاعتين، ما أدى إلى وقف بثهما، ولم يتضح سبب الحريق. هذه الحادثة تعيد إلى الضوء ملف الإذاعات اللبنانية والأثير غير المضبوط وغير المراقب من الدولة، إذ ثمة عدد كبير منها يبث من دون رخصة، بطابع ديني أو مناطقي.

'النهار' اتصلت برئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ فلم ينف الأمر، وقال: 'في لبنان أكثر من 130 إذاعة، 30 منها فقط مرخص لها وفق فئتين، الأولى التي تسمح للإذاعة بالعمل في كل الحقول وتناول كل المواضيع حتى السياسية منها، والثانية التي تحصر عملها بالأنشطة الفكرية والثقافية والإنسانية والاقتصادية'.

وبحسب محفوظ 'لا قرار حكوميا أو قضائيا بإقفال هذه المؤسسات غير المرخص لها، مع العلم أن المجلس الوطني للإعلام لفت إلى الأمر أكثر من مرة ونصح باتخاذ التدبير القانوني الملائم، خصوصا أنها إذاعات ذات بعد طائفي وتعمل على تأجيج النفوس والتشهير'.

وإذ راهن على دعم رئيس الجمهورية جوزف عون في مسألة الإصلاح الإعلامي، أكد أن 'هذا الإصلاح لا يقل أهمية عن الإصلاح السياسي والقضائي، وكنت أتمنى لو وردت عبارة الإصلاح في الإعلام في خطاب القسم، لأن بناء الدولة يمر أيضا عبر هذا الإصلاح'.

وعن قانون الإعلام وصلاحيات المجلس أجاب: 'صلاحياتنا في القانون الحالي الصادر سنة 1994 استشارية، أما مشروع القانون الموجود في مجلس النواب منذ سنين فيعطى المجلس صلاحيات تقريرية وتنفيذية، وبالتالي يحرر الإعلام من الاستنساب الطائفي والسياسي، ولكن يبدو أن من الصعب إقراره'.

وأسف 'لتراجع دور الإعلام اللبناني في العالم العربي من المركز الأول إلى الخامس'، عازيا الأمر إلى 'تحول الإعلام اللبناني إلى إعلام طائفي ومناطقي يعكس سياسات الأحياء الضيقة ويستجيب لإملاءات الخارج'.

وأشار إلى أن 'تركيز وزارة الإعلام الآن على مستحقات المتعاقدين وعلى تلفزيون لبنان أمر جيّد، ولكن يا للأسف، عُقد اجتماع مع الوزير في لجنة الإعلام البرلمانية ولم نُدعَ إليه لإبداء ملاحظاتنا على قانون الإعلام الجديد'.

الحرية الإعلامية التي يتباهى بها لبنان فائقة الأهمية، لكنها تبقى منقوصة في ظل الفوضى في مؤسسات الإعلام من إذاعات ومواقع إلكترونية غير مرخص لها، فضلا عن سياسة الصرف التعسفي في مؤسسات إعلامية كثيرة.

Subscribe to our kataeb.org Youtube Channel