يمثل التعاون بين السعودية والولايات المتحدة في مجال الطاقة أحد أعمدة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، انطلاقًا من دور المملكة المحوري في ضمان استقرار أسواق الطاقة العالمية، وسعي الجانبين إلى تطوير مشروعات مشتركة تشمل البترول والغاز والبتروكيماويات وتقنيات الهيدروجين والابتكار وحلول إدارة الكربون.

وعزّزت أرامكو السعودية ارتباطها التاريخي بالشركات الأمريكية الممتد لأكثر من تسعة عقود، من خلال توقيع 34 مذكرة تفاهم واتفاقية مع كبرى الشركات الأمريكية في مايو 2025، بقيمة تقارب 90 مليار دولار، بهدف تطوير أعمالها وتوسيع محفظتها الاستثمارية وتسريع الابتكار الصناعي وتعزيز القدرات التقنية داخل المملكة.

اقرأ أيضًا: السعودية والولايات المتحدة أمام حقبة اقتصادية جديدة مدعومة باستثمارات تريليونية

وأطر البلدان تعاونهم عبر مذكرة تفاهم شاملة تغطي الابتكار ومشروعات البنية التحتية للطاقة، وتقنيات توليد الكهرباء وتخزينها، ومشروعات الذكاء الاصطناعي المرتبطة بالطاقة، إلى جانب التعاون في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، ومن ضمنها تقنيات المفاعلات المتقدمة (الجيل الثالث+) والمفاعلات المعيارية الصغيرة، واستكشاف اليورانيوم وتعدينه ومعالجة خاماته، إضافة إلى التخلص الآمن من النفايات النووية.

وتعمل أرامكو السعودية على توسيع استثماراتها في السوق الأمريكي، خصوصًا في مصفاة موتيفا بولاية تكساس، حيث تواصل دمج إنتاج البتروكيماويات بالوقود ضمن مشروع تطويري ضخم، إضافة إلى توقيع اتفاقيتين لتوريد الغاز الطبيعي المسال لمدة 20 عامًا من منشآت مستقلة في تكساس، ما يعزز حضورها في سوق الغاز العالمية.

وتأتي هذه الشراكات امتدادًا لأساس متين وضعته 54 اتفاقية ومذكرة تفاهم موقعة بين الجانبين خلال العقود الماضية في مجال الطاقة التقليدية، فيما يعمل البلدان على توسيع هذا التعاون ليشمل الطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف وكفاءة الطاقة، دعمًا لمستهدفات رؤية 2030 والتحول العالمي نحو مصادر طاقة مستدامة ومتنوعة.

وتعكس هذه الجهود طبيعة الشراكة الوثيقة بين الرياض وواشنطن، خاصة بعد توقيع وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية في مايو 2025 بين ولي العهد والرئيس الأمريكي، والتي أسست لمرحلة جديدة من التعاون في مجالات الاقتصاد والتعدين والتقنية والطاقة، مع توسع فرص الشركات الأمريكية في مشاريع المملكة الكبرى.