بعد ليلة عصيبة في حمص امتلكت 'سلام' بعض الطمأنينة لتطل بحذر من شرفة منزلها في حي الأرمن على الشارع، حيث شاهدت طابوراً على فرن الخبز، وعدداً محدوداً من الجيران الذين خرجوا لشراء احتياجاتهم من بعض محال السمانة والخضراوات التي أغلقت مجدداً بطلب من قوى الأمن الداخلي بعد تلبية احتياجات الناس.

وأعلنت إدارة قيادة الأمن الداخلي في حمص عن تمديد حظر التجوال حتى الساعة 5 عصراً من اليوم الإثنين، في أحياء العباسية، والأرمن، والمهاجرين، والزهراء، النزهة، وعكرمة، والنازحين، وعشيرة، وزيدل، وكرم الزيتون، وكرم اللوز، وحي الورود، ومساكن الشرطة، حفاظاً على سلامة ساكنيها ولضمان استكمال الإجراءات الميدانية الجارية، على حد تعبير بيان الأمن الداخلي.

'سلام' قالت لـ'سناك سوري'، إن غالبية الجيران لم يناموا وفضّلوا أن يبقوا ساهرين تحسباً لأي طارئ، وبطبيعة الحال المدارس مغلقة اليوم، ووصفت الواقع حالياً بالهدوء الحذر على أمل أن يكون غداً يوم جديد.

كذلك قال أهالي في أحياء 'العباسية' و'المهاجرين'، لـ'سناك سوري'، إن الحركة شبه معدومة بين الأهالي، واقتصرت بشكل محدود جداً على شراء المواد الغذائية والخبز، والأفران لم تتوقف عن العمل، مع تعطيل كامل للمدارس، وبطبيعة الحال لا يوجد تنقل بالسيارات مع انتشار أمني مكثف في المنطقة.

مواطنة من سكان حي العباسية قالت لـ'سناك سوري'، بأنها لم تستطع يوم أمس الوصول إلى منزلها، واضطرت لقضاء ليلتها لدى أقارب في 'حي السبيل'، وصباح اليوم توجهت إلى منزلها رغم إدراكها لوجود حظر تجوال لكنها أصرت على الالتحاق بعائلتها، لتصل بعد مسير طويل لعدم تواجد سيارات.

مدير صحة حمص، ' عبد الكريم غالي'، قال في بيان رسمي، إن مشافي المدينة استقبلت أمس جثماني الضحيتين 'عبد الله العبود الناصر' وزوجته، اللذين راحا ضحية جريمة قتل في 'زيدل' جنوب حمص، بالإضافة إلى 18 إصابة معظمها ناتجة عن إطلاق النار العشوائي وبعض الحوادث المرورية.

وأكد 'غالي' أن «معظم الإصابات بحالة مستقرة مع وجود إصابة واحدة حرجة، وسيتم تخريج أغلب المصابين قريباً بعد استكمال العناية الطبية اللازمة».

وكان ناشطون قد تداولوا أمس أنباء عن سقوط ضحايا خلال الهجوم المسلح، إلا أن بيان الصحة نفى وجود أي ضحية باستثناء ضحايا جريمة القتل.

وكانت عدة أحياء في حمص قد تعرضت لهجوم شديد من قبل أشخاص يحملون أسلحة وعصي، ضربوا الناس في الشارع بحسب شهود عيان، وأقدموا على إحراق عدد من المنازل والسيارات في الشارع، قبل أن يتدخل الأمن الداخلي ويفرض حظر تجوال ويتصدى للهجوم.

لاحقاً عقدت محافظة حمص اجتماعاً طارئاً لبحث الأوضاع في المدينة ومناقشة سبل تعزيز الاستقرار ومنع أي مظاهر للفوضى، حضره مسؤولون عسكريون ورسميون إضافة إلى وفد يمثل عشائر حمص ومدير الأوقاف والمفتي.

وبحسب بيان المحافظة فإن المجتمعين أكدوا على ضرورة تضافر كافة الجهود، الرسمية والمجتمعية، للحفاظ على أمن وسلامة المدينة، مشددين على أهمية الحوار والتعاون لتجاوز التحديات.