عقد منتدى حوار بيروت اجتماعاً استثنائياً حاشداً لبحث تداعيات إضاءة حزب الله لصخرة الروشة ومخالفة لقرار رئاسة مجلس الوزراء.

الاجتماع الموسع الذي عقد في منزل النائب فؤاد مخزومي في بيت البحر حضره رئيس تحرير جريدة «اللواء» صلاح سلام، الدكتور فوزي زيدان، القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي وحشد من رجال الدين والفاعليات التربوية والاقتصادية وممثلي العائلات البيروتية والروابط والجمعيات الاهلية في بيروت.

بعد ترحيب من مدير مؤسسة مخزومي سامر الصفح، والتأكيد ان الاجتماع الاستثنائي يهدف لبحث الخطب الجلل الذي عرّض بيروت للخطر نتيجة اضاءة صخرة الروشة والضرب بعرض الحائط بالقرار الصادر حول تنظيم فعاليات النشاط الذي اعتبر بمثابة الانقلاب على الدولة وقراراتها.

مخزومي

النائب فؤاد مخزومي اعتبر في كلمته ان ما حصل هو انقلاب، وانه للاسف ما زال البعض يظن أنه يمكن أن يعيد 7 أيار، متجاهلاً أنه بعد عهود مرت أصبح الآن للبنان دولة تأخذ القرارات، مشيراً أنه بعد تأكيدات لبلدية بيروت أنه لن تتم اضاءة صخرة الروشة، ثم مخالفة القرار.

وشدد النائب مخزومي على ضرورة التمييز بين موقف حزب الله المتهور وموقف الرئيس نبيه بري الحريص على السلم الاهلي والاستقرار وحماية لبنان من الانزلاق الى مشكلات داخلية.

وطالب النائب مخزومي مساءلة محافظ بيروت وقادة الاجهزة الامنية لان ما حصل تعدٍّ واستباحة لبيروت، مستغرباً زجّ صورة الرئيس الشهيد رفيق الحريري من قبل الحزب المتهم بقتله، مؤكداً ان الحادثة يقف وراءها الجناح العسكري لحزب الله.

واعتبر النائب مخزومي ان المطلوب فتح تحقيق لتحديد المقصرين في اتخاذ الاجراءات لتنفيذ قرار الحكومة المتعلق بالنشاط في الروشة، داعياً لدعم رئيس الحكومة نواف سلام الذي اتسم بالحكمة والحسم.

وعن المخاوف من اعتبار ما حصل، له تأثير على نزع سلاح حزب الله، أوضح مخزومي ان الحكومة اتخذت القرارات بنزع السلاح غير الشرعي أكان لبنانياً أو فلسطينياً، وليس من مساحة معينة بل من كل مساحة الوطن، مستنكراً التعديات المستمرة لاسرائيل على لبنان والسعي لاقامة منطقة عازلة في الجنوب، موضحاً ان المطلوب أن يُظهر لبنان جدية في تنفيذ نزع السلاح لقطع الطريق على اي محاولات لضرب لبنان أو قيام حرب أو اجتياح،وأن القرار اليوم بيد الحكومة والجيش والتسريع في تنفيذ قرار حصرية السلاح يبدد المخاوف حول حصول اعتداءات أو حرب على لبنان، مقترحاً قيام منتدى حوار بيروت بلقاء رئيس الحكومة نواف سلام لتأكيد الدعم له، وابلاغه ان استباحة بيروت مرفوض ونقل استياء أهل بيروت كما حصل، محذراً من مغبة محاولات تهميش بيروت.

صلاح سلام

رئيس تحرير جريدة «اللواء» صلاح سلام اعتبر ان ما شاهدناه بالامس هو هزيمة جديدة «لحزب الله» لان المقصود بالتحرك كان إظهار الحزب لجمهوره أنه موجود، وتزامناً كان هناك اصرار على التعمية والتهرب من مسألة مهمة، وهي مصارحة جمهور حزب الله عمن تقع مسؤولية اغتيال السيد نصر الله وتحديداً من يقف وراء الاختراقات التي سهلت عملية الاغتيال، مؤكداً ان التظاهرة كان يقف وراءها الجناح العسكري، وهو يظهر ان هناك خلافاً وأجنحة داخل حزب الله، وان هناك تباياناً من موقف الثنائي، حيث ان الرئيس بري طلب الالتزام ببنود الترخيص.

واعتبر صلاح سلام أن موقف رئيس الحكومة نواف سلام كان جريئاً وحكيماً، وأن قراره أنقذ هيبة الدولة

المداخلات

الدكتور فوزي زيدان، توجه بالسؤال إلى الاجهزة الامنية: متسائلاً لمَِ لم يتم اتخاذ تدابير تحول دون اضاءة الصخرة وتنفيذ القرار الصادر عن رئيس الحكومة، مشدداً أن مثل هذه التصرفات ستضعف لبنان بنظر أصدقاء لبنان، وأن هذا السلوك يُضعف الحكومة، داعياً لدعم رئاسة الحكومة.

زياد عيتاني أكد أن ما حصل اعتداءٌ على بيروت وأننا في بيروت لسنا متفاجئين من موقف وتصرف حزب الله ولكننا متفاجئون من اداء الاجهزة الامنية ومن مسألة معايير تطبيق الأمن بين المناطق البيروتية.

الشيخ بلال الملا اعتبر ان ما حصل تضليل لأهل بيروت وأن المطلوب هو دعم فعلي للرئيس نواف سلام لان ما حصل كانه استباحة لبيروت.

القاضي الشيخ احمد درويش الكردي استنكر ما حدث معتبراً ان ما حصل يدل على ضعف الدولة، وان ممارسات وتصرف منظمي الاضاءة فيه غيظ وحقد وسفاهة، متمنياً عدم خلط ما حصل مع الاهداف الدينية الاسلامية.

المشاركون في الاجتماع طالبوا الرئيس نواف سلام بموقف حازم وفتح تحقيق لمعرفة المقصرين، والقيام بزيارة دعم لرئيس الحكومة من قبل منتدى حوار بيروت ودعوة للقاء مع نواب بيروت لمناقشة تداعيات ما حصل.

و صدر عن المشاركين في الاجتماع الإستثنائي الموسع لمنتدى حوار بيروت البيان الآتي:

«1 - تحية لأهل بيروت بكل طوائفهم على صمودهم وكظمهم للغيظ من كل التجاوزات التي حصلت خلال تجمع البعض أمام صخرة الروشة، وتمسكهم بالدولة ومؤسساتها رغم كل التقصير الذي حصل.

2 - التضامن مع الرئيس نواف سلام بوجه الحملة التي تشن عليه. ويؤكد المنتدى أن مقام رئاسة مجلس الوزراء لا يمكن القبول بمسه أو تجاوزه تحت أي سبب أو مسمى.

3 - يؤكد المنتدى ألا عودة إلى ما قبل اتفاق الطائف لا بالشكل ولا بالمضمون. وهذا الاتفاق الذي بات جزءاً الدستور اللبناني لا تنازل عن أي بند فيه وبخاصة ما جاء في مقدمة الدستور أن لبنان وطن نهائي لأبنائه وعربي الهوية.

4 - يؤكد المنتدى أن بيروت ستبقى سيدة العواصم وأن المعتدين قدرهم الرحيل كما يشهد التاريخ. بيروت انتصرت مجدداً على أن من يريد استهداف الدولة يستهدف بيروت.

5 - يؤكد المنتدى على التمسك بوضع جدول زمني لحصرية السلاح بيد الدولة وتسليم السلاح غير الشرعي.

6 - توجيه التحية إلى المملكة العربية السعودية على موقفها الداعم الدائم للبنان ومؤسسات الدولة فيه.

7 - أكد المنتدى ضرورة أن تتمتع الحكومة بالشفافية في مقاربتها لكافة الملفات، وإطلاع الرأي العام على كل ما يحصل.

8 - قرر المنتدى اخذ موعد للقاء رئيس الحكومة للاستيضاح منه عن اسباب ما حصل في حادثة الروشة وعن الخطوات التي ستتخذ.

9 - يوجه المنتدى تحية تقدير لمؤسسة مخزومي على ما تقدمه لبيروت وأهلها، سواءٌ لجهة إنارة الطرقات أم لجهة معالجة الحفر في الشوارع».