السوسنة -كشفت دراسة علمية نُشرت مؤخرًا في مجلة Nutrients أن سرعة تناول الطعام قد تكون أحد العوامل الأساسية المرتبطة بزيادة الوزن والسمنة. فعادة الأكل السريع التي باتت شائعة نتيجة نمط الحياة المتسارع، تُصنف ضمن 'سلوكيات الأكل غير الطبيعية'، حيث تؤدي إلى تقليل مدة الوجبة وزيادة الكمية المستهلكة قبل وصول الجسم إلى حالة الشبع، ما يُسهم تدريجيًا في اكتساب الوزن الزائد.

ومن أجل التحقق من مدى تأثير سرعة الأكل على الجسم، أجرى باحثون في اليابان تجربة شملت 30 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 20 و65 عامًا، وكان متوسط أعمارهم 37 عامًا. خضع المشاركون لاختبارات غذائية باستخدام استبيان شامل لتقييم نمطهم الغذائي، إلى جانب فحوصات بدنية تشمل اختبار قوة القبضة والجلوس والوقوف، كما تم قياس مؤشر كتلة الجسم (BMI).

استخدم الباحثون جهازًا يُدعى Bitescan، يُثبت خلف الأذن لقياس عدد المضغات والقضمات وزمن تناول الطعام، فيما تم تحديد مدة الوجبة عبر ساعة توقيت.

في التجربة العملية، تناول المشاركون شرائح بيتزا مقسمة على أربع مراحل، وكل مرحلة على إيقاع زمني مختلف:

المرحلة الأولى كانت بدون إيقاع محدد

المرحلة الثانية على 40 نبضة في الدقيقة

المرحلة الثالثة على 80 نبضة في الدقيقة

المرحلة الرابعة على 160 نبضة في الدقيقة

النتائج أظهرت بشكل واضح أن تناول الطعام على إيقاع بطيء مثل 40 نبضة في الدقيقة، زاد من مدة الوجبة وعدد المضغات والقضمات، خاصة بين المشاركات الإناث. هذا البطء ساهم في تقليل سرعة الأكل، ما قد يُساعد في الحد من كمية الطعام المستهلكة.

كما أفادت الدراسة أن تناول الطعام ببطء يمنح الجهاز الهضمي فرصة أفضل للهضم ويُسهّل على الدماغ استقبال إشارات الشبع في الوقت المناسب. وخلصت إلى أن تعديل سلوكيات الأكل قد يكون أداة فعالة في إدارة الوزن والصحة العامة.

ولم تتوقف الدراسة عند هذا الحد، بل أشارت إلى أن الاستماع إلى موسيقى ذات إيقاع بطيء أثناء تناول الطعام قد يساعد في تقليل السرعة أيضًا، إذ يساهم في تهدئة الأعصاب وجعل وقت الطعام أكثر استرخاءً.

وتوصي الدراسة باستخدام أساليب بسيطة مثل:

تناول أطعمة تتطلب مضغًا أطول

تحسين جودة النوم

تقليل التعرض للشاشات قبل وبعد تناول الطعام

إجراء فحوصات لتحديد مستويات فيتامين B12، الحديد، والزنك

الانتباه إلى صحة الغدة الدرقية في حالات الشيب المفاجئ أو اضطرابات التمثيل الغذائي

رسالة الدراسة كانت واضحة: الأكل ببطء ليس مجرد سلوك حضاري، بل هو خطوة ذكية نحو صحة أفضل، وجهاز هضمي أكثر كفاءة، وتحكم أفضل بالشهية والوزن.

اقرأ ايضاً: