قاد ارتفاع مؤشر نيكي الياباني اليوم الاثنين موجة صعود في الأسواق الآسيوية، مع تفاؤل المستثمرين بقرب تشكيل حكومة جديدة في اليابان وصدور بيانات صينية قوية أظهرت نموًا اقتصاديًا يفوق التوقعات، في حين يترقب المستثمرون في الولايات المتحدة قراءة التضخم التي يُتوقع ألا تُعيق مسار خفض أسعار الفائدة خلال الأسابيع المقبلة.

وارتفع مؤشر نيكي 225 بنسبة 2.8% بعد اتفاق الحزب الليبرالي الديمقراطي وحزب الابتكار الياباني على تشكيل حكومة ائتلافية، مما مهد الطريق أمام أول رئيسة وزراء في تاريخ اليابان ساناي تاكايتشي، التي يُنظر إليها على أنها مؤيدة للسياسات التحفيزية ومعارضة لرفع أسعار الفائدة، وهو ما انعكس إيجابيًا على أداء الأسهم وسلبًا على الين الياباني والسندات.

اقرأ أيضًا: الحرب التجارية بين الصين وأمريكا تهبط بأسعار النفط

في المقابل، أظهرت البيانات الصينية أن الاقتصاد نما بنسبة 1.1% خلال الربع الثالث من العام، متجاوزًا التوقعات، بينما سجل الناتج الصناعي ارتفاعًا بنسبة 6.5%، ما يعزز تصميم بكين على مواصلة المواجهة التجارية مع الولايات المتحدة، رغم استمرار تباطؤ النمو السنوي عند 4.8% وهو الأدنى خلال عام.

,واصلت أسعار المساكن الصينية انخفاضها، مما زاد الضغوط على قطاع العقارات وثقة الأسر، رغم ارتفاع مبيعات التجزئة بنسبة 3% فقط على أساس سنوي.

ويراهن المستثمرون على أن تُعلن الحكومة الصينية إجراءات تحفيزية إضافية في اجتماع صناع السياسات هذا الأسبوع لمناقشة الخطة الخمسية الجديدة، رغم أن الأسواق 'اعتادت خيبات الأمل'، بحسب وصف المتعاملين.

وعلى الجانب الأمريكي، يتوقع الاقتصاديون أن تُظهر بيانات الجمعة القادمة استقرار معدل التضخم الأساسي عند 3.1% في سبتمبر، في وقتٍ لا يبدي فيه مجلس الاحتياطي الفيدرالي معارضة لتوجه الأسواق نحو تخفيضات جديدة في أسعار الفائدة.

وقال مايكل فيرولي، كبير الاقتصاديين في جي بي مورغان، إن رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ركّز في تصريحاته الأخيرة على ضعف سوق العمل كعامل رئيسي في قرارات السياسة النقدية، ما يعزز التوقعات بخفض الفائدة خلال اجتماع اللجنة الفيدرالية المقبلة بعد أسبوعين تقريبًا.

اقرأ أيضًا: مصر تبحث مع 4 دول التحضير لمؤتمر إعادة إعمار غزة

وتُظهر العقود الآجلة تسعيرًا كاملاً لتخفيض الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية في أكتوبر وتخفيض آخر في ديسمبر المقبل، مع توقعات بوصول الفائدة إلى 3% بحلول منتصف العام القادم.

في الأسواق العالمية، ارتفعت أسهم MSCI لآسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 1%، وحققت الأسهم الصينية الكبرى (CSI300) مكاسب بنسبة 1.3%. كما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر EUROSTOXX 50 وDAX بنسبة 0.7% لكل منهما، وFTSE بنسبة 0.3%، فيما صعدت العقود الآجلة لمؤشرَي ستاندرد آند بورز 500 وناسداك بنسبة 0.3%.

وتتجه الأنظار في وول ستريت إلى موسم إعلانات الأرباح، إذ تُقدّر شركة LSEG IBES أن شركات S&P 500 ستسجل زيادة في الأرباح بنسبة 8.8% خلال الربع الثالث مقارنة بالعام الماضي، بينما تتوقع سافيتا سوبرامانيان من بنك أوف أمريكا نموًا بنسبة 11% بقيادة قطاع التكنولوجيا، مع مساهمة شركة إنفيديا وحدها بما يعادل ربع النمو الكلي للأرباح.

وتعكس حركة الأسواق العالمية مزيجًا من التفاؤل الحذر تجاه تراجع التضخم الأمريكي وتحسن البيانات الصينية، إلى جانب الاستقرار السياسي المرتقب في اليابان، في وقتٍ يواصل فيه المستثمرون مراقبة التطورات الجيوسياسية والسياسات النقدية لتحديد مسار الأسواق في الربع الأخير من العام.