اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
على الرغم من مزاعم الاحتلال المتكررة بشأن تقليص العمليات العسكرية، تواصل قوات الاحتلال شن حملة عدوانية شرسة على قطاع غزة، موقعة المزيد من الضحايا المدنيين، في مشهد لا يمكن وصفه إلا بأنه حرب إبادة جماعية متواصلة.
وفي اليوم الـ731 من الحرب أمس، تحولت مدينة غزة ومحيطها إلى ساحات دمار، جراء غارات مكثفة نفذتها طائرات الاحتلال الحربية، دون أي اعتبار للدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.
وشهدت الساعات الأخيرة تصعيدًا غير مسبوق، حيث استهدفت الغارات الإسرائيلية عشرات المواقع في مختلف مناطق القطاع، وخاصة أحياء مدينة غزة الغربية، ما أسفر عن ارتقاء أكثر من 70 شهيدًا منذ فجر السبت، منهم 47 في مدينة غزة وحدها، إضافة إلى مئات الجرحى، بحسب ما أفادت به مصادر طبية.
ورغم دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة الماضي، إلى وقف فوري للقصف، إثر رد حركة المقاومة الإسلامية حماس على خطته لوقف الحرب وتبادل الأسرى، إلا أن الاحتلال لم يلتزم، بل وسّع نطاق جرائمه.
وبحسب إحصائيات وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفع عدد الشهداء منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 67,074 شهيدًا، إضافة إلى 169,430 جريحًا، معظمهم من النساء والأطفال. كما أزهقت المجاعة أرواح 459 شخصًا، بينهم 154 طفلًا، نتيجة الحصار الممنهج والتدمير الكلي للبنية التحتية.
تصعيد رغم الوعود
ويقول محمد جودة، وهو أحد سكان مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، وقد نزح مؤخرًا إلى معسكر الشاطئ: إن الاحتلال يكشف عن وجهه الحقيقي يومًا بعد آخر، عبر قصفه العشوائي للبيوت والمناطق السكنية، دون أي اعتبار لحياة المدنيين.
وأضاف جودة لصحيفة 'فلسطين': 'رغم زعمهم تقليص العمليات العسكرية، فإنهم دمروا أحياء كاملة بهدف تفريغ المدينة ودفع السكان نحو النزوح القسري أو الهجرة خارج القطاع'.
ويؤكد جودة، أن ما يجري ليس أخطاء عملياتية كما تدّعي سلطات الاحتلال، بل سياسة ممنهجة تهدف إلى تنفيذ تطهير عرقي وإبادة جماعية، مشيرًا إلى استهداف الاحتلال لعائلات بأكملها مثل عائلة أبو سلمية، وعبد العال، وهنية، والهبيل، التي رفضت النزوح جنوبًا وبقيت في مناطقها غربي مدينة غزة.
انشغال إعلامي
فيما قال جهاد بكر، وهو أحد النازحين الذين يعيشون في خيمة بميناء غزة: إن الاحتلال يستغل الانشغال الإعلامي والسياسي في الحديث عن صفقة تبادل الأسرى أو وقف إطلاق النار لتمرير جرائمه في الخفاء.
ويضيف بكر لصحيفة 'فلسطين': 'هدموا منزل عائلتي بالكامل في معسكر الشاطئ، بعد رفضنا الخضوع لتهديدات الاحتلال أو التعاون معه ضد المقاومة'، مردفًا: الإعلام العالمي منشغل بالصفقات، لكن هنا تُباد عائلات بأكملها يوميًا'.
وأشار بكر، إلى أن الاحتلال يتعمد استخدام التوقيت السياسي لتمرير مخططاته، مستغلًا حالة الغموض والتكتم في المفاوضات التي تُجرى برعاية أمريكية ودولية.
وحمل المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والدول العربية والإسلامية المسؤولية الكاملة عن الصمت المريب، مطالبًا بخطوات فاعلة وحقيقية لوقف الحرب المستمر على القطاع.
مزاعم كاذبة
وكانت إذاعة جيش الاحتلال قد نقلت عن توجيهات مزعومة صدرت من قيادة الاحتلال السياسية بتقليص العمليات العسكرية في قطاع غزة، تنفيذًا لتوصيات أمريكية.
إلا أن الواقع على الأرض يفنّد تلك المزاعم بشكل صارخ، إذ شنّت طائرات الاحتلال أكثر من 93 غارة خلال 24 ساعة فقط، مستهدفة منازل ومستشفيات ومرافق مدنية، دون أن تترك فرصة للناجين لالتقاط أنفاسهم أو لدفن شهدائهم.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، وبدعم أمريكي مباشر، تمارس (إسرائيل) حرب إبادة ممنهجة بحق سكان قطاع غزة، لا تقتصر على القتل الجماعي بالقصف، بل تشمل أيضًا التهجير القسري، التجويع، واستهداف الأطفال والنساء والمنشآت الطبية والتعليمية، وسط عجز دولي تام عن اتخاذ أي موقف جاد لوقف هذه المأساة الإنسانية.
وأمام هذا التصعيد المستمر، تتعالى أصوات الفلسطينيين والعالم الحر بضرورة إنهاء حرب الإبادة الجماعية، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم المتكررة، التي تمثل خرقًا واضحًا للقانون الدولي ولاتفاقيات جنيف الخاصة بحماية المدنيين في زمن الحرب.