أثار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، عاصفة واسعة بعد أن شارك، أمس الجمعة، تغريدة تضم مقالة ذات طابع مؤامراتي من مجلة “Jacobin” المعروفة بموقفها المناهض بشدة لـ”إسرائيل”، وقد شاهد التغريدة أكثر من أربعة ملايين شخص حتى مساء اليوم السبت.

العنوان الذي جاء في المقالة، ويبدو أنه ما دفع نتنياهو لمشاركتها، هو: “إبستين يدعي أنه تدخل في الانتخابات الإسرائيلية”. وبحسب ما ورد فيها، فإن الوثائق المكتشفة حديثًا تُظهر أن جيفري إبستين تفاخر بإعادة إيهود باراك إلى الحياة السياسية عام 2019. وكتب معدّ المقالة أن هذا التفصيل “أُهمل بشكل غريب في التغطية الإعلامية”، وهو ما شاركه نتنياهو دون تعليق.

المقالة نفسها تتضمن أيضًا إحدى أبرز الروايات، وهي أن إبستين عمل لصالح الاستخبارات الإسرائيلية وكان “عميل موساد”، وهي معلومات نفتها “إسرائيل” سابقًا بشكل قاطع. لكن قيام نتنياهو بمشاركة المقالة منح هذه الرواية دفعة جديدة، فهرع أصحابها للتعقيب، من بينهم المعلّقة الأميركية البارزة ميغن كيلي، التي شاركت تغريدة نتنياهو وكتبت: “إذًا أفترض أنه لم يعد أمرًا معاديًا للسامية أن نتساءل عمّا إذا كان إبستين عميلًا للاستخبارات الإسرائيلية، وأننا لسنا مضطرين لتصديق إيهود باراك”.

كما شارك المؤثّر المعروف بخطابه المناهض لـ'إسرائيل'، إيان كرول، التغريدة ذاتها وكتب تعليقًا مقتضبًا: “غريب…”.

حتى المجلة نفسها، التي استند إليها نتنياهو، لم تتجاهل صدى التغريدة، إذ كتبت: “بينما تتصفح مجلتنا، وسط جرائم الحرب القاتلة، قد يثير اهتمامك أيضًا هذا المقال للكاتب نفسه”. ووضعت عنوان المقال: “حرب إسرائيل على غزة واحدة من أكبر الجرائم في التاريخ”.

رئيس حكومة الاحتلال السابق نفتالي بينيت هاجم نتنياهو بشدة، قائلاً: “نتنياهو شارك مقالة من مجلة معادية ولإسرائيل بشكل مقزز. المقال يخدمه سياسيًا لأنه يهاجم عدوه اللدود، لكن حين يقوم رئيس حكومة إسرائيل بمشاركة مادة من هناك، فإنه يمنح المجلة دفعة شرعية هائلة، وهي المجلة المحشوة باتهامات لإسرائيل بالإبادة والفصل العنصري وجرائم الحرب”.

وأضاف بينيت أن “أعداء إسرائيل، بما في ذلك المجلة نفسها، يحتفلون الآن بهذا التصرف باعتباره دليلًا على صحة تلك المؤامرات الكاذبة. هذا الفعل يشير إلى فقدان كامل للحكمة الوطنية، وإلى تقديم المصلحة الشخصية على حساب مصلحة الدولة. لأشهر وأنا أقاتل هذه المؤامرات، والآن يأتي رئيس الحكومة نفسه ليركل الدلو. هكذا فقط، لأنه يستطيع. هذه التصرفات تضر بإسرائيل وتمزق المجتمع من الداخل. أمامنا عمل إصلاحي كبير”.