تتصاعد التوتّرات في الصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا مع استخدامٍ متبادلٍ للطائرات المُسيّرة في عمليات هجومية متكرّرة، ممّا يؤدي إلى خسائر بشرية ومادّية في الجانبين. في أحدث التطورات، شهدت منطقة ليبيتسك الروسية هجمات أوكرانية أدّت إلى سقوط قتيل وجريحين، فيما ردّت روسيا بضرباتٍ على مدينة أوديسا الأوكرانية، ممّا يعكس استمرار وتيرة العنف في الحرب التي تجاوزت عامها الثالث.

في التفاصيل، وبينما تستمر المعركة بين الطائرات المسيّرة الروسية والأوكرانية، سُجّل سقوط قتيل وجريحين جرّاء ضربات مسيّرات أوكرانية في منطقة ليبيتسك الروسية، الواقعة على بعد نحو 400 كيلومتر جنوب شرق موسكو، صباح اليوم الخميس، وفقًا لما أعلنته السلطات المحلية.

وأوضح حاكم منطقة ليبيتسك، إيغور أرتامونوف، عبر حسابه على 'تيليغرام'، أنّ شظايا مُسيّرات سقطت على مبنى سكني خاص في المنطقة، ما أدّى إلى وفاة امرأة من مواليد عام 1954 كانت تقيم في المبنى، بالإضافة إلى إصابة شخصين آخرين.

كما تسبب الهجوم في اندلاع حريق في موقع شركةٍ بمدينة إيليتس الواقعة في المنطقة نفسها، والتي تضمّ عدة مجمعات صناعية، من دون أن تسفر عن وقوع ضحايا، حسبما أضاف الحاكم.

ردّ روسي

على الجانب الأوكراني، أسفرت ضربات روسية في ساعةٍ متأخرةٍ من ليل الأربعاء – الخميس عن إصابة أربعة أشخاص في مدينة أوديسا الساحلية في جنوب البلاد، حسب ما نقلته أجهزة الإسعاف.

وأفادت أجهزة الإسعاف عبر تيليغرام بأنّ هجوم العدو تسبّب في دمار مبنى مكوّن من تسعة طوابق واندلاع حريق، حيث تمّ إجلاء حوالي خمسين شخصًا، فيما أصيب أربعة منهم بجروح.

وتشهد المواجهات بين روسيا وأوكرانيا استخدام الطائرات المُسيّرة المتفجّرة بشكلٍ شبه يوميّ منذ بداية الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات، لكن تسجيل سقوط قتلى في الجانب الروسي نتيجة هذه الهجمات يبقى أمرًا نادرًا إلى حد ما.

ومع استمرار تبادل الهجمات بالطائرات المُسيّرة بين الجانبين، يبقى الوضع في مناطق الصراع متوتّرًا وغير مستقرٍّ، ممّا يعكس عمق النزاع وتعقيداته المتزايدة. وعلى الرَّغم من مرور أكثر من ثلاث سنوات على اندلاع الحرب، لا تزال هذه المواجهات تؤدّي إلى خسائر في الأرواح وتدمير للبنى التحتية، مع بقاء أفق الحل السياسي بعيدًا في ظلّ استمرار التصعيد العسكري.