اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
أكد المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا' عدنان أبو حسنة، أن كميات المساعدات التي دخلت إلى قطاع غزة منذ بدء سريان وقف إطلاق النار لا تفي بالحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية الهائلة والمتراكمة، مشددًا على أنها 'ليست سوى نقطة في بحر المعاناة' التي يعيشها أكثر من مليوني إنسان في القطاع المنكوب.
وقال أبو حسنة لحيفة 'فلسطين': 'نحن نتحدث عن أيام محدودة فقط من فتح المعابر، بينما الاحتياجات تراكمت بفعل حصار متواصل منذ أكثر من عامين، ثم جاءت الحرب الحالية لتقضي على كل مظاهر الحياة في القطاع، ليس فقط على مستوى الغذاء، بل الرعاية الصحية والمياه وكل مقومات العيش'.
وأشار إلى أن 'أغلب سكان غزة يشربون مياهًا ملوثة، وحتى المياه التي يتم تقطيرها لا تُعد صالحة للشرب بنسبة 100% حسب الدراسات العلمية. وأضاف: 'نحن أمام منطقة تم اغتيال الحياة فيها بالكامل، وليس فقط فقدان 10% من السكان بين شهيد وجريح ومفقود، بل مدن كاملة تم تدميرها بالكامل مثل رفح وشرق خان يونس وبيت لاهيا وبيت حانون ومخيم جباليا، وأكثر من 80% من مساحة مدينة غزة نفسها دُمرت تدميرًا شاملاً'.
ولفت إلى أن مشاهد عودة مئات الآلاف من المواطنين إلى بيوتهم المدمرة كشفت هول الكارثة، قائلاً: 'الناس لم يتعرفوا حتى على منازلهم، تم تسطيح أحياء بكاملها، لذلك أي حديث عن تحسن ملموس يحتاج إلى شهور طويلة، فالمجاعة ما زالت قائمة خصوصًا في مدينة غزة'.
وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال حيز التنفيذ، استنادا لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تقوم إضافة إلى إنهاء الحرب، على انسحاب متدرج لجيش الاحتلال، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع.
تدهور صحي شامل
وتناول أبو حسنة الواقع الصحي قائلاً: 'كانت نسبة الملوحة والنيترات في مياه قطاع غزة تسعة أضعاف المعدلات العالمية، ما تسبب بانتشار أمراض كثيرة منها السرطان، أما اليوم فقد تضاعفت هذه النسب مرات عدة، وازدادت معها حالات التسمم المائي وضعف المناعة، ما أدى إلى تفشٍ واسع للأمراض مثل الكبد الوبائي والتهاب السحايا والأمراض المعوية، إلى جانب أمراض الكلى التي تعد المياه الملوثة أحد أسبابها الرئيسية'.
وأضاف: 'نحن أمام انهيار شبه كامل للقطاع الصحي، نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، إنهاك للأطقم العاملة، والحاجة الماسة إلى مستشفيات جديدة وأجهزة بديلة لما تم تدميره'، مشددًا على أن الوضع الصحي في غزة مأساوي بكل المقاييس'.
وفيما يتعلق بدور الأونروا، أوضح أبو حسنة أن الوكالة تواصل عملها في كل المجالات الممكنة رغم العراقيل الإسرائيلية، قائلاً: 'لدينا خطة متكاملة للتعليم والصحة والدعم النفسي والإشراف على مراكز الإيواء وجمع النفايات. في الجانب التعليمي أعدنا 300 ألف طالب إلى العملية التعليمية، معظمهم بنظام التعليم عن بُعد، إضافة إلى تنفيذ أنشطة لا منهجية ودروس لـ60 ألف طالب'.
أما في الجانب الصحي، فقد أكد أن 'عيادات الأونروا استقبلت منذ السابع من أكتوبر أكثر من عشرة ملايين زيارة طبية، وهو رقم ضخم يعكس حجم الدور الإغاثي الذي لا تستطيع أي جهة أخرى القيام به'.
لكن رغم ذلك، لفت أبو حسنة إلى أن (إسرائيل) لا تزال تمنع دخول المساعدات الخاصة بالأونروا، قائلاً: 'لدينا أكثر من 6 آلاف شاحنة جاهزة بالمواد الغذائية، تكفي لتغطية احتياجات القطاع لثلاثة أشهر، إضافة إلى مئات آلاف الخيام والأغطية ومخزونات طبية ضخمة، كلها تنتظر على أبواب غزة ولا يسمح الاحتلال بإدخالها'.
وشدد على أن 'الأونروا تمتلك القدرة والخبرة والبنية اللوجستية لتوزيع المساعدات داخل غزة، ولدينا آلاف الموظفين وعشرات نقاط التوزيع الميدانية'، مؤكدًا أن 'أي محاولة لتجاوز الأونروا في عملية التوزيع تعني الفوضى والفشل، وقد جُرّب ذلك سابقًا عندما أوكلت المهمة إلى مؤسسة 'غزة الإنسانية' الأمريكية، وكانت النتيجة مأساوية'.
وختم أبو حسنة حديثه بالمطالبة بضغط دولي حقيقي لإدخال المساعدات المحتجزة، لأن 'استمرار منعها يعني تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع، وبدون الأونروا لن يكون هناك نظام أو عدالة في توزيع الغذاء والإغاثة داخل غزة'.

























































