شهد المسجد الحرام، صباح اليوم الجمعة، توافد جموع الحجاج والمصلين لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك، حيث صدحت تكبيرات العيد في أرجاء الحرم المكي، وعلت أصوات الدعاء والابتهال في أجواء روحانية مهيبة.

وتوافد المصلون منذ ساعات الفجر الأولى إلى صحن الطواف وساحات الحرم، حيث اكتظت أروقة المسجد بالحجاج الذين أتموا مناسكهم استعدادًا لنحر الأضاحي بعد أداء الصلاة.

وبدأ حجاج بيت الله الحرام، صباح اليوم، أداء شعائر يوم النحر، حيث توجهوا إلى مشعر مِنى لرمي جمرة العقبة الكبرى، بعد قضاء جزء من الليل في مُزدلفة أو المبيت بها حتى الصباح.

ويتواصل رمي الجمرات خلال أيام التشريق الثلاثة، إذ يمكن للحجاج بعد رمي جمرة العقبة الكبرى التوجه في أي وقت إلى المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة، وهو أحد أركان الحج الأساسية.

ومنذ فجر أول أيام عيد الأضحى، شرع أكثر من 1.6 مليون حاج في رمي سبع حصيات على كل من الجمرات الثلاث التي ترمز إلى الشيطان في وادي مِنى، الواقع على مشارف مكة المكرمة، إحياءً لذكرى رجم نبي الله إبراهيم (ع) للشيطان في المواضع الثلاثة التي يُعتقد أنه حاول فيها منعه من تنفيذ أمر الله بالتضحية بابنه إسماعيل (ع).

وكان الحجاج قد أدوا أمس الخميس ركن الحج الأعظم، بالوقوف على جبل عرفات وسط درجات حرارة مرتفعة، ما دفع السلطات السعودية إلى حثهم على البقاء في الخيام خلال ساعات النهار الأكثر حرارة.

وعقب غروب الشمس، توجه الحجاج إلى مشعر مزدلفة، الذي يتوسط عرفات ومِنى، للراحة والمبيت هناك استعدادًا ليوم النحر (عيد الأضحى)، حيث بدأوا بجمع الحصى اللازمة لرمي جمرة العقبة الكبرى.

وشهد موسم الحج هذا العام تطبيق سلسلة من الإجراءات للحد من آثار الحرارة الشديدة، إلى جانب حملة واسعة لضبط الحجاج غير النظاميين، ما أدى إلى تقليل كثافة الحشود.

وكشف محمد العبد العالي، مساعد وزير الصحة السعودي للخدمات الصحية، أن الفرق الطبية لم ترصد حتى الآن تفشي أي أمراض أو أوبئة بين الحجاج، مشيرًا إلى أن حالات الأمراض المرتبطة بالحرارة كانت محدودة، مما يعكس فعالية الإجراءات التنظيمية والوقائية المتبعة.

وقد عملت السلطات السعودية على تطوير البنى التحتية، وحشدت آلاف الموظفين الإضافيين، واعتمدت على ترسانة تكنولوجية متقدمة ساعدت في إدارة الحشود وضمان سلامة الحجاج بكفاءة عالية.

المصدر: مواقع