أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال استقباله وفداً طالبياً من المؤسسة المارونية للانتشار أن لبنان يعمل على بناء الثقة بين الشعب اللبناني والدولة، وكذلك بين الدولة والخارج، بهدف وضع الدولة على السكة الصحيحة. وأضاف أن محاربة الفساد تسير بحزم، حيث لا خيمة فوق رأس أحد، وقد سقطت كل المحرمات في هذا السياق، والقرار قد اتُخذ.

وأشارت المديرة العامة للمؤسسة المارونية للانتشار السيدة هيام البستاني في كلمتها أن الطلاب المنتشرين سيعودون إلى بلدانهم للدعوة إلى المواطنة اللبنانية ونشر رسالة الوحدة والانتماء. ولفتت إلى أن الأكاديمية المارونية التي تحمل اسم مؤسسها الوزير الراحل ميشال إده تقدم للشباب اللبناني المنتشر من مختلف أنحاء العالم معرفة وتواصلًا مع جذورهم وهويتهم، لتكون لهم جسرًا بين لبنان والعالم، ويكونوا سفراء المستقبل للكنيسة المارونية والمؤسسة.

ورد الرئيس عون مرحبًا بالوفد، مهنئًا إياهم على إيمانهم بلبنان وتمسكهم به، مشددًا على أن اللبنانيين في بلاد الانتشار يشكلون عامود لبنان الفقري وسفراءه في الخارج، وهم دائمًا عامل مساعد لأشقائهم في الوطن، خصوصًا في الأوقات الصعبة. وأكد أن لبنان بحاجة إليهم كما هم بحاجة إليه، مشيرًا إلى العمل المستمر في الإصلاح الاقتصادي ومحاربة الفساد وتوطيد استقلالية القضاء، ورفع السرية المصرفية، وكلها خطوات تهدف إلى وضع الدولة على السكة الصحيحة وتأمين بيئة آمنة ومستقرة تسهل عودة اللبنانيين والاستثمار في لبنان.

وختم قائلاً: 'أنظروا إلى الوقائع بعين إيجابية، وإحكموا على هذا الأساس، لأن البعض يحاول القضاء على لبنان، وهؤلاء هم نقيض الدولة، وإذا وقفت الدولة على قدميها فإن هذا البعض سيفنى. لذلك يجب أن تكونوا محصنين ضد هذا الواقع.'

إلى ذلك، استقبل الرئيس عون الوزير السابق طارق الخطيب، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في ضوء التطورات الأخيرة.

كما استقبل وفداً من جمعية 'بيروت منارتي' برئاسة المحامي مارون سلام الذي أثنى على القيادة الحكيمة للرئيس عون، مشيرًا إلى أهمية تجاوز الحسابات الضيقة والالتفاف حول مشروع الدولة الواحدة التي تحتكر قرار السلم والحرب وتحمي المواطن من الفوضى والانقسام. وأكد أن قرار حصر السلاح بيد الدولة هو خطوة تاريخية مهمة تعزز سيادة لبنان وتفتح نافذة ثقة مع المجتمع الدولي.

ورد الرئيس عون مؤكداً أن التحديات الراهنة لا تُواجه إلا بوحدة اللبنانيين، مشدداً على رفض الاستنجاد بالخارج ضد الآخر في الداخل، وضرورة التعلم من تجارب الماضي. وأشار إلى أن الإصلاحات بدأت وقوانين عدة أُقرت، وأن الملفات المهمة تسير في طريقها الصحيح، مع التأكيد على ضرورة وضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار، والاستفادة من الثقة العربية والدولية المتجددة بلبنان. وختم قائلاً: 'لقد اتخذنا قرارنا، وهو الذهاب نحو الدولة وحدها، ونحن ماضون في تنفيذ هذا القرار.'

وفي إطار العمل الاجتماعي، استقبل الرئيس عون وفداً من 'الاتحاد الوطني لشؤون الإعاقة' الذي يضم مئة مؤسسة متخصصة ويقدم خدمات لأكثر من 16 ألف مستفيد من ذوي الإعاقة في مختلف المناطق اللبنانية. واطلع الوفد الرئيس على واقع المؤسسات والتحديات التي تواجهها، مطالبين بدعم تفعيل أحكام القانون 220/2000 وضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في التعليم والصحة والعمل وإمكانية الوصول. وأكد الوفد ضرورة صرف المستحقات المالية المتأخرة وتجديد العقود لتتمكن المؤسسات من الاستمرار في تقديم خدماتها.

ورد الرئيس عون مؤكداً اهتمامه المباشر بدعم ذوي الإعاقة والسعي لتحقيق اندماجهم الكامل في المجتمع، معتبراً أن رعايتهم واجبة على الدولة والمجتمع، ووعد بمتابعة مطالبهم مع الوزارات المختصة، خصوصاً المالية والشؤون الاجتماعية.

كما التقى الرئيس عون وزير الإعلام بول مرقص والرئيسة الجديدة لمجلس إدارة تلفزيون لبنان الدكتورة اليسار نداف، التي عرضت خطة عملها لتعزيز الدور الوطني للتلفزيون كمكان للتوافق والالتقاء في المجتمع اللبناني، مع تأكيد الرئيس على دعم هذا المسار.

وفي قصر بعبدا أيضاً، أطلع المدير العام لهيئة 'أوجيرو' أحمد عويدات الرئيس عون على أوضاع الهيئة وخطة العمل بعد تسلمه مهامه الجديدة.