أظهرت نتائج الانتخابات البلدية في محافظة جبل لبنان مؤشرات مهمة ترتبط بشكل رئيسي بتغيرات التحالفات السياسية وتشتت بعض القوى في الأقضية الستة للمحافظة، والتي تشمل: الشوف، المتن الشمالي، بعبدا، جبيل، عاليه، وكسروان.

شهدت نسبة الاقتراع في الانتخابات انخفاضًا ملحوظًا، حيث لم تتجاوز إجمالي نسبة المشاركة 45.26%. ففي المتن الشمالي، على سبيل المثال، سجلت أدنى نسبة مشاركة حيث بلغت 38% فقط.

من أبرز ملامح الانتخابات هو تبدل التحالفات بين القوى المسيحية الكبرى، مما انعكس بشكل واضح على نتائج البلديات. ففي بلدة الجديدة – البوشرية، فازت اللائحة المدعومة من القوات اللبنانية، حزب الكتائب، والنائب إبراهيم كنعان ضد تحالف التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية. كما شهدت بعض البلدات تغييرات دراماتيكية، مثل استعادة التيار الوطني الحر للمنصورية، وهزيمة القوات اللبنانية في حراجل، بينما حقق التيار فوزًا في بلدات مثل عمشيت والعاقورة وقرطبا، وحتى خرق في معقل القوات اللبنانية في معراب.

أما في بلدية جونية، فقد شهدت معركة انتخابية قوية حيث تحالف القوات اللبنانية، الكتائب، العائلة البونية، إفرام، والخازن ضد التيار الوطني الحر، ليحقق التحالف الخماسي فوزًا، رغم أن النتائج كانت غير مشجعة وتظهر قوة التيار في مواجهة هذا التحالف الضخم.

في المقابل، شهدت البلديات التي يدعمها الثنائي الشيعي (حزب الله وأمل) تحالفات مختلفة دعمًا للوائح البلدية في مناطق مثل برج البراجنة، الغبيري، وحارة حريك، مما أظهر تماسكًا أكبر بين قوى حزب الله وحركة أمل في هذه المناطق.

وفي الشوف، حيث اجتمعت الأحزاب الدرزية خلف لوائح موحدة، كانت بلدة الباروك هي الاستثناء الوحيد، حيث لم ينجح مرشح الحزب الاشتراكي. كما شهدت بلدات إقليم الخروب تمايزًا في الحضور السياسي للقوى المسيحية الكبرى مثل الكتائب والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. وبرزت مفاجأة في حضور الجماعة الإسلامية في بعض البلدات، حيث تمكنت من اختراق المجالس البلدية والمجالس الاختيارية، مما يعكس زيادة في نسبة المشاركة والتزام الناخبين بالتصويت.

وبينما تبين التشتت في الصوت السني على المستويين الحزبي والعائلي في البلديات الكبرى، كانت نتائج الانتخابات مؤشرًا على تقلبات في التحالفات السياسية والمواقف الحزبية، مما يعكس صورة معقدة للمشهد السياسي في جبل لبنان.

المصدر: قناة المنار