أشار نائب رئيس المجلس ​الإسلام​ي الشيعي الاعلى ​الشيخ علي الخطيب​، إلى أن '​المقاومة​ التي تتبنى الاسلام ايديولوجية ومنطلقا سببت شعورا مخيفا للغرب، ولذلك استنفرت كل طاقاته للقضاء عليها في المهد، وفتحت عليها كل نيران اسلحتها الفتاكة، ولم تبق وسيلة الا استخدمتها في هذه المعركة التي اعتبرتها مصيرية لها، خصوصا بعد تسجيل المقاومة ​انتصارات​ غير معهودة في التاريخ المعاصر'.

وأوضح في كلمة له بخطبة الجمعة في مقر المجلس، أن '​الغرب​ وعبر عملائه حاول الترويج لمقولة كاذبة ان المقاومة قد انهزمت في المعركة الاخيرة التي اعقبت طوفان الأقصى، وحاولت بشتى الوسائل ان تقنع جمهور المقاومة ال​فلسطين​ية في ​لبنان​، وجمهور الفلسطينيين والعرب والمسلمين بها، لتحاول بذلك اقناعهم بألا فائدة من مقاومة الغرب، وانه قوة غير قابلة للهزيمة بعدما كسرت هذه السردية في جنوب لبنان و​غزة​ على طول المواجهات السابقة، واثبتت فيها المقاومة حضورها، على الرغم من محاصرتها عسكريا واقتصاديا واعلاميا من دون جدوى'.

ولفت الخطيب، إلى أن 'المقاومة في لبنان وغزة وإيران واليمن ثمنا كبيرا، ولكنها لم تنهزم. فالمقاومة في لبنان مازال العدو يحسب لها الف حساب، وجمهورها اكثر التفافا حولها، بينما العدو وعملاؤه يخسرون يوما بعد يوم ما ظنوا انهم قد كسبوه،وفيإيران لقنوا العدو درسا بدكهم معاقله في فلسطين؟، وعلم باليقين انها لن تحميه، وهو وان كان يرعد ويزبد، فإنما بقوة الغرب بعد ان تيقن انه عاجز عن الدفاع عن نفسه، وهو يحاول بهذه التهديدات الفارغة ان يحمي نفسه من المصير المحتوم الذي أيقن انه لا محالة قادم وان هذه المعركة معه لن تكون آخر الجولات'.

وأكد أن 'المقاومة أفشلت في غزة كما في لبنان وإيران اهداف اجرامه رغم هول ما ارتكبه في حق المدنيين، فلم يسترجع أسراه الا بالمفاوضات، كما حدث مع المقاومة في عدوان 2006 ، وهذا كان اهم علامات فشله. والان في غزة مرة اخرى ثانيا اضطراره ان يفاوض قوى المقاومة وان يعترف عمليا بها، وان يقبل بالانسحاب من غزة، والأهم من ذلك بقاء اهل غزة الأباة رغم مجازر القتل والابادة، معتبرا أنه 'بذلك يخسر المعركة التي انقذه منها الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​، ولم يكن ما سماه بمبادرة السلام في غزة الا مخرجا لنفسه ولصديقه وللغرب'.

ورأى الخطيب، أن 'المعركة لم تنته، ولكنها محطة من محطات النزال اثبتت فيها المقاومة وجمهورها بأسها وثباتها وثبتت لدى جمهور العرب والمسلمين مصداقيتها'.

وذكر أن 'المقاومة تستحق التبريك واجمل التحايا، واقول للذين حملوا سيف العدو ليكملوا ما عجز عن إنجازه: عودوا الى صوابكم، فانتم ترون مصير مراهناتكم الخاسرة لتشعروا بمر الفشل والإحباط التي يشعر بها اعداء لبنان، فيا له من شعور يغمر قلوبنا بدل الشعور بالاحباط والخجل، فلكم المحل في قلوبنا، وتنزعون عنا الاسف ان تكونوا في هذا المحل'.

وأمل الخطيب، ان 'تغيب عن الحكومة ​سياسة​ الانتقام والمناكفة، وان يضع الجميع اليد باليد ويتعاونوا على اخراج البلد من واقعه المزري، وان نرى الحكومة قد حققت انجازا داخليا وفرقا، اولا على صعيد العمل الجدي لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان وتحرير ما احتله من الارض بعدما تحملتم مسؤولية تطبيق اتفاق1701، واعادة البناء وتحرير الاسرى وانجاز الاصلاحات حتى يشعر المواطنون بوجودكم، وانكم تتحملون المسؤولية'.