تتحرّك السلطة السياسية في لبنان بشقَيْها الرئاسي والحكومي، في اتجاه تكثيف الاتصالات وحشد الدعم الدولي للبنان في موقفه الداعي إلى إنهاء الخروقات الإسرائيلية وانسحاب الجيش الإسرائيلي من النقاط الخمس التي بقي فيها، وسط دعم دولي كبير إلى جانب الدعم المستمر للجيش اللبناني.

وحسب مصادر رسمية لـ'الجمهورية'، فإنّ الجهد الديبلوماسي الذي يُبذل من قِبل رئيس الجمهورية تحديدًا، متواصل في اتجاهات دولية مختلفة، ولا سيما من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا بوصفهما الدولتَيْن الراعيتَيْن لاتفاق وقف إطلاق النار، ورئيس الجمهورية سيذهب إلى المدى الأبعد في هذا السبيل حتى تحقيق الغاية المرجوّة منه بتحقيق الانسحاب الإسرائيلي الكامل وبسط السيادة اللبنانية على كامل الأراضي اللبنانية.

وفيما نقلت المصادر عينها تأكيدات من رئاسة لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار إيلاء موضوع الانسحاب الإسرائيلي أولوية في مهمّتها، نُسِبَت إلى بعض الموفدين تأكيدات أنّ التمركز الإسرائيلي في النقاط الخمس موقت، وسيُعالج هذا الأمر في وقت ليس بعيدًا. إلّا أنّ مسؤولًا كبيرًا أبلغ 'الجمهورية': 'التجارب مع الإسرائيليّين تؤكّد أنّه ليس في قاموسهم شيء اسمه موقت، بل إنّ الموقت بالنسبة إليهم هو دائم. في مطلق الأحوال، المدى مفتوح الآن للجهد الديبلوماسي لإلزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء احتلالها للنقاط الخمس، وحتى الآن لا توجد أيّ مؤشرات لا حول إلزام إسرائيل بوقف خروقاتها، ولا حَول الانسحاب، وهو أمر يُبقي المنطقة في مدار التوتر'.

دعم متواصل للجيش

وكان قد شدَّد كل من الرئيس عون، والرئيس سلام، على 'ضرورة الضغط الأميركي على إسرائيل كي تنسحب بشكل كامل من النقاط التي لا تزال تتمركز فيها بأسرع وقت'، في حين جدَّد سلام التأكيد أن لبنان لن يكون منصّة للتهجم على الدول العربية والصديقة.

وطلب عون من وفد الكونغرس الأميركي الذي التقاه، برئاسة السيناتور داريل عيسى، في حضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، أن تمارس واشنطن ضغوطًا على إسرائيل لاستكمال الانسحاب من النقاط الخمس، وأن يستمر دعم الجيش اللبناني.

الأمر نفسه لفت إليه سلام خلال لقائه الوفد الأميركي الذي أكد دعمه للبنان في مختلف المجالات، إلى جانب الدعم المستمر للجيش. وشدّد سلام على 'ضرورة الضغط الأميركي على إسرائيل كي تنسحب بشكل كامل'، معتبرًا أنّه ليس هناك أي مبرّر عسكري أو أمني لذلك، وهو يُشكل خرقًا مستمرًّا لترتيبات وقف إطلاق النار والقرار 1701 والقانون الدولي وانتهاكًا لسيادة لبنان.

كما التقى وفد الكونغرس الأميركي وزير الخارجية جو رجي، ونقل دعمه للبنان في مختلف المجالات إلى جانب الدعم المستمر للجيش اللبناني.