بيروت ـ ناجي شربل وأحمد عز الدين

أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الأمين العام المساعد للشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ في الأمم المتحدة خالد خياري، خلال استقباله في قصر بعبدا، «ان لبنان يرحب بأي مساعدة تقدمها الأمم المتحدة والدول الصديقة، بهدف تثبيت الاستقرار في الجنوب ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المدنيين والقرى والبلدات الجنوبية والتي وصلت إلى الضاحية الجنوبية من بيروت».

وقال انه بمرور سنة كاملة على إعلان «اتفاق وقف الاعمال العدائية، وفي وقت التزم فيه لبنان التزاما كاملا بمندرجات هذا الاتفاق، لاتزال إسرائيل ترفض تنفيذه وتواصل احتلالها للأجزاء من المنطقة الحدودية وتستمر في اعتداءاتها غير آبهة بالدعوات المتكررة من المجتمع الدولي لالتزام وقف النار والتقيد بقرار مجلس الامن رقم 1701، فضلا عن انها استهدفت أكثر من مرة مواقع القوات الدولية العاملة في الجنوب».

وأكد الرئيس عون للمسؤول الأممي انه أطلق مبادرات عدة «بهدف التفاوض لإيجاد حلول مستدامة للوضع الراهن»، لكن لم يتلق أي ردة فعل عملية على رغم التجاوب الدولي مع هذه المبادرات، والتي كان آخرها عشية عيد الاستقلال. وأشار إلى ان العلاقات متينة بين الجيش و«اليونيفيل» وان التنسيق دائم بين الجانبين، وسيتواصل التعاون خلال السنة المقبلة إلى ان يكتمل انسحاب هذه القوات في نهاية 2027. وعلى قاب يومين من وصول بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر إلى لبنان، تنشغل الدوائر الرسمية والكنسية بالزيارة، وتبني منذ اليوم على نتائجها في ضوء من يرى أن ما بعد الزيارة لن يكون كما قبلها. وليس سرا ان رئيس الجمهورية العماد جوزف عون كان المحفز الأول للبابا على زيارة لبنان، اذ قصد رئيس الجمهورية الفاتيكان مرات عدة، ويدرك الرئيس عون النتائج التي ستحققها زيارة البابا، وهو لاقاها بطرح متقدم على طريق السلام، عن طريق إعلان استعداد لبنان للتفاوض غير المباشر مع إسرائيل.

صحيح ان الرد الإسرائيلي لم يأت على طروحات رئيس الجمهورية، وان التهديدات بحرب موسعة تتوالى من الجانب الإسرائيلي مرفقة بضغوط دولية، إلا ان رئيس الجمهورية يدرك ان لغة السلام ستسود في النهاية، وهو يعمل بالتوازي على تعزيز الساحة الداخلية، وتغليب منطق الدولة على ما عداه، وانتقاد «الدويلة» في غير مناسبة، آخرها في رسالة الاستقلال التي وجهها من ثكنة بنوا بركات من مدينة صور الساحلية الحدودية اللبنانية. ويواظب على تحصين الساحة الداخلية، بالتفاهم مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الشريك المؤثر في «الثنائي الشيعي»، ويمضي في العمل لتطبيق قرارات الحكومة بحصرية السلاح، وامتلاك الدولة قرار الحرب والسلم من دون شريك، ويؤكد على حتمية إنجاز الاستحقاق الانتخابي في مايو المقبل، مع تركه البت في قانون الانتخاب لجهة اقتراع المغتربين من أمكنة إقامتهم في الدوائر كافة للمجلس النيابي.

باختصار، يعول الرئيس عون على نتائج زيارة البابا إلى لبنان، ويرى انها لن تقل أهمية عن نتائج زيارة البابا يوحنا بولس الثاني التي كسرت الإحباط المسيحي السائد وقتذاك.

وسط هذه الأجواء، تواصل الرئاسة اللبنانية اتصالاتها الداخلية والخارجية للتأكيد على ثوابت لبنان والموقف الرسمي من استمرار تعنت إسرائيل واعتداءاتها، وهو موقف شرحه رئيس الجمهورية العماد جوزف عون للسفير الأميركي ميشال عيسى في لقائهما أمس الاول حيث تحدث عون، حسبما قالت مصادر رئاسية لـ «الأنباء»، عن «ظروف لبنان الداخلية وطلب مساعدة السفير عيسى كونه لبناني الأصول، وكانت جلسة جيدة»، بحسب ما ذكرت المصادر الرئاسية.

ووفق معلومات «الأنباء»، فإن «الرئاسة اللبنانية تلقت بجدية كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن دعوة الرئيس عون إلى زيارة البيت الأبيض، ولو أن الدعوة ليست رسمية بعد، وجاءت في إطار كلام للرئيس ترامب أمام الصحافيين. إلا انها صدرت في العلن ومن البيت الأبيض».

وفي السياق نفسه، أكدت المصادر الرئاسية الرسمية لـ «الأنباء» «الحرص على أوراق لبنان في صداقاته العربية والدولية، والعمل على صون العلاقات مع واشنطن وإزالة ما يمكن أن يكون قد أدى ويؤدي إلى تعكير صفوها».

في يوميات الجنوب، نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على بلدات المحمودية، نبع الطاسة، سجد، الجرمق، الدمشقية في الجنوب.

وبالتزامن، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن سلاح الجو الإسرائيلي ينفذ غارات في جنوب لبنان. فيما قالت قناة 12 الإسرائيلية إنه جرى استهداف مخازن أسلحة ومواقع عسكرية ومنصات إطلاق صواريخ جنوب نهر الليطاني.