توالت الحوادث المأساويّة التي تعرّض لها قطاع الطيران خلال الأيام الأخيرة. في وقت لا تزال خفايا وكواليس هذه الكوارث تتكشّف يومًا بعد آخر.

فبعد أن تحطمت طائرة ركاب أثناء هبوطها في مطار 'موان' جنوبي غرب كوريا الجنوبيّة، صباح اليوم، عثر على الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة، والتي أسفرت عن مقتل 179 شخصًا من أصل 181 كانوا على متنها، وفق ما أعلن مسؤول حكومي الأحد، بحسب 'فرانس برس'.

وقال نائب وزير النقل جو جونغ-وان في مؤتمر صحافي: 'بالنسبة إلى الصندوقين الأسودين، عثر على مسجل الصوت في قمرة القيادة ومسجل بيانات الرحلة'.

غموض يكتنف تحطم الطائرة الكورية

إلى ذلك، قال خبراء، اليوم الأحد، إنّ حالة من الغموض ما زالت تحيط بحادث تحطم الطائرة الأسوأ في تاريخ كوريا الجنوبية، مشيرين إلى أن هناك شكوكًا حول احتمال أن يكون الاصطدام بطائر هو السبب في إسقاط الطائرة 7سي2216 التابعة لشركة جيجو إير، التي كانت قد فقدت عجلاتها أثناء الهبوط في مطار موان الدولي.

وأكد الخبراء أن التحقيقات الأولية لم تقدم إجابات شافية بشأن الأسباب الكامنة وراء الحادث المروع، بخاصة في ما يتعلق بهبوط الطائرة من دون عجلات، إضافة إلى تساؤلات عن توقيت الهبوط، والذي جاء بعد حادث اصطدام محتمل بطائر.

كما أثيرت أسئلة حول الأسباب التي جعلت الطائرة من طراز بوينغ 737-800 تهبط في هذا الوضع غير الطبيعي، مع ما تبع ذلك من اشتعال النيران في الحطام.

وكانت قد أظهرت لقطات مصوّرة نشرتها وسائل الإعلام المحلية الطائرة ذات المحركين من طراز بوينغ 737ـ8AS وهي تنزلق على المدرج من دون وجود عجلات هبوط، ثم اصطدمت بجدار لتتحول إلى كرة من اللهب والحطام. وأظهرت صور أخرى دخانًا يتصاعد من الطائرة، وألسنة اللهب تلتهم أجزاء منها.

بدورها، قالت وزارة النقل في كوريا الجنوبية، إنّ الطائرة المنكوبة كان على متنها مئة وواحد وثمانون شخصًا، وأضافت أنّ الحادث وقع بينما كانت الطائرة القادمة من العاصمة التايلاندية 'بانكوك'، إذ كانت تستعد للهبوط بالمطار في جنوب البلاد عند الساعة التاسعة وسبع دقائق صباحًا بالتوقيت المحلي.

طائرة كندية نجت بأعجوبة

تأتي هذه الحادثة بعد أن قد شهد مطار “هاليفاكس الدولي” في مقاطعة نوفا سكوتيا الكندية، مساء السبت، حادثة هبوط اضطراري مرعبة لطائرة تابعة لشركة “طيران كندا”، وذلك بعد تعرضها لعطل أثناء الهبوط.

وأفادت تقارير إعلامية، بأن الطائرة هبطت اضطراريًا في مطار “هاليفاكس الدولي” بعد تعطل عجلات الهبوط، مما تسبب في انزلاق الطائرة على طول المدرج واشتعال النيران فيها. فيما تمكن طاقم الطائرة من إجلاء الركاب جميعا (الذين أصيبوا بالصدمة) بأمان، من دون وقوع إصابات خطيرة.

تطورات في حادثة تحطّم الطائرة الأذربيجانية!

أمّا في آخر مستجدات حادثة تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية الأربعاء الماضي، وبعد أن قدّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتذاره لنظيره الأذربيجاني إلهام علييف، عن تعرّض الطائرة المنكوبة لصاروخ مضاد للطائرات من طراز “بانتسير-إس” أثناء محاولتها الهبوط في غروزني، جدّد علييف اليوم التأكيد أنّ طائرة الركاب التي تحطمت في كازاخستان تعرضت لإطلاق نار من الأرض وهي في المجال الجوي الروسي.

فيما كان بوتين قد أوضح خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأذربيجاني، أن الدفاع الجوي الروسي كان نشطًا في ذلك الوقت بسبب هجمات بطائرات مسيّرة أوكرانية استهدفت مناطق في الشيشان وأوسيتيا الشمالية، وهو ما أدى إلى تفعيل الأنظمة الدفاعية.

يشار إلى أنّ حادثة تحطم الطائرة تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية، أودت بحياة ثلاثة وثمانين شخصًا بينما نجا 29 آخرون من الحادث.

وكانت الطائرة الأذربيجانية في طريقها يوم الأربعاء من العاصمة باكو إلى غروزني، العاصمة الإقليمية لجمهورية الشيشان الروسية، عندما توجهت إلى كازاخستان وتحطمت خلال محاولة للهبوط بشكل اضطراري.