يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على طولكرم ومخيميها، لليوم الـ126 تواليًا على المدينة، ولليوم الـ113 على مخيم نور شمس، في تصعيد مستمر يُحكم من خلاله الحصار وينفّذ سياسة الأرض المحروقة.

ففي ساعات صباح الأحد، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية جديدة من الآليات عبر المدخل الغربي لطولكرم، واقتحمت الشوارع الرئيسية كدوار العليمي وشارع نابلس، باتجاه مخيم نور شمس، وسط انتشار كثيف للجنود وفرق المشاة في أحياء المدينة والمخيمين.

ترافق الحصار مع إطلاق نار متقطع وانفجارات متكررة، فيما تواصل القوات ملاحقة السكان ومنعهم من دخول منازلهم لتفقدها أو سحب مقتنياتهم، إلى جانب إطلاق النار صوب كل من يقترب، في مشهد يؤكد سياسة العقاب الجماعي.

وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، دمّر الاحتلال أكثر من 20 مبنى سكنيًا داخل مخيم نور شمس، ضمن مخطط شامل يستهدف هدم 106 مبانٍ في المخيمين، بواقع 58 في مخيم طولكرم و48 في نور شمس، بهدف فتح طرقات وتغيير المعالم الجغرافية.

المدينة والمخيمان يشهدان تحركات مكثفة للآليات الإسرائيلية، التي تجوب الشوارع وتطلق أبواقها بشكل استفزازي، وتسير بعكس اتجاه السير، مع نصب حواجز مفاجئة. كما استولت القوات على منازل ومبانٍ سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي، تم تحويلها إلى ثكنات عسكرية بعد إخلاء سكانها بالقوة، وبعضها ما يزال محتلًا منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

وقد أسفر هذا العدوان المتواصل عن استشهاد 13 مواطنًا، وإصابة العشرات واعتقال آخرين، في ظل دمار واسع طال البنية التحتية، والمنازل، والمحال التجارية، والمركبات، نتيجة الهدم والحرق والنهب.

وتسببت العمليات العسكرية بتهجير أكثر من 4200 عائلة، أي ما يزيد على 25 ألف فلسطيني من سكان المخيمين، وتدمير أكثر من 400 منزل تدميرًا كليًا، إلى جانب تضرر 2573 منزلًا جزئيًا.