اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٩ أيار ٢٠٢٥
في غزة قبل العدوان، عانى القطاع الصحي من نقصٍ حاد في الأدوية والأدوات الطبية، ومنذ عدوان اكتوبر 2023 انهار القطاع الصحي وشهدت بذلك المؤسسات الصحية الدولية.
بالعودة للعنوان، فإن مخيمات النزوح أُنشأت بشكلٍ سريعٍ نتيجة الظروف الطارئة، فلم تخضع لمعايير صحية في غالب الأحيان، ومع الوقت انشأت إدارة كل مخيم نقطة طبية بالحد الأدنى من الأدوية لتلبية حاجة النازحين بالتنسيق مع المؤسسات الصحية المحلية والدولية.
لقد عايشتُ حالاتٍ تعرضت لوعكة صحية خاصة بالليل وللأطفال والنساء، وكنت أذهبُ بهم لطبيب المخيم الطبيب النازح 'محمود ماهر بردع' الذي سخّر خيمته لخدمة النازحين، فكان في النهار يذهب للمشفى وفي الليل يعالج المرضى النازحين، ويجري له فحصاً سريعاً للحرارة ويعطيه مُسكن حتى مطلع الفجر، فيذهب المريض لأقرب مركز صحي سواء محلي أو مؤسسة طبية ميدانية.
كثيرة هي الأمراض في مخيمات النزوح، فالأمراض الجلدية انتشرت بين نتيجة وجود القوارض والحشرات والقمامة، والصدرية نتيجة استخدام النار في تجهيز الطعام واثار القصف، والباطنية نتيجة قلة الطعام.
اجتهدت إدارة مراكز الإيواء قدر الإمكان للحافظ على صحة الناس، فكنا ننظم أياماً طبية، فحص الضغط والسكري والتبرع بالدم، وحملات تنظيف المخيم من القمامة، وحملات ختان الأطفال الذكور، وندوات صحية توعوية خاصة للنساء.
ولنذكر العالم بالواقع الصحي في غزة أثناء العدوان، فقد أخبرني صديقنا الدكتور مروان الهمص مدير المستشفيات الميدانية بغزة أن: 41 % من مرضى الفشل الكلوي توفوا خلال العدوان،و60 طفل توفوا جراء سوء التغذية ، و477 مريض توفوا ممن ينتظرون السفر للعلاج بالخارج و،22 مستشفى خرجت عن الخدمة من أصل 38، و 30مركز رعاية أولية تعمل حالياً من أصل 105، ونسبة اشغال الأسرة تجاوز 106%، و50 غرفة عمليات تعمل حاليا في ظروف كارثية، من أصل 104 ، و47% من الأدوية الأساسية ، و 65 % من قائمة المستهلكات الطبية رصيدها صفر، و25 محطة أكسجين تم تدميرها من أصل 34 ، لتبقى فقط 9 محطات ،و 12 جهاز تصوير مقطعي تم تدميرها من أصل 19،و 7 أجهزة رنين مغناطيسي دُمرت بالكامل ليصبح قطاع غزة خالي من أجهزة الرنين التشخيصية، و49 مولد كهربائي من أصل 110 تعمل في مستشفيات القطاع، وهي بحاجة عاجلة للصيانة وتعزيز أرصدة الوقود ، عجز كبير في أجهزة التصوير الطبي.
تلك يا سادة باختصار الواقع الصحي في غزة.