قال الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن الدكتور سمير التقي، إن عددا من القرارات المرتبطة بالعقوبات على سوريا صدرت عن هيئة تنفيذية يمكن للرئيس الأمريكي ترامب أن يلغيها بجرة قلم.

وقال التقي خلال حديثه في برنامج 'قصارى القول' مع الزميل سلام مسافر على قناة 'RT': 'للرئيس الأمريكي صلاحية إيقاف تطبيق العقوبات لمدة ستة أشهر، ثم يعود إلى الكونغرس ليقنعه بالاستمرار في عملية إلغاء العقوبات ضمن إطار محدد يتمثل في استجابة الدولة السورية للمتطلبات'.

وأضاف 'الآن لدينا ستة أشهر يمكن أن يحدث خلالها إنفراج جدي في الأوضاع المالية، وخاصة فيما يتعلق بموضوع نظام 'سويفت' الدولي، ولكن هذا سيعني أنه بعد ستة أشهر ستنضج بعض الأمور داخل الكونغرس بهدف إدامة هذا الإلغاء الذي في نهاية المطاف سيتطلب موافقة منه'.

وتابع 'حتى الآن لا نستطيع أن نقول إن الكونغرس يمكنه تمرير عملية إلغاء العقوبات خاصة وأن الخلاف قائم داخل الحزب الجمهوري وليس فقط من قبل الديمقراطيين، بمعنى أن ذلك يشمل مناورات سياسية داخل الكونغرس ولترامب الآن فرصة خلال ستة أشهر لإنجازها'.

واستطرد التقي قائلا: 'هناك تغيرات مهمة في هذا المجال، بعد أن كان نتنياهو يتحدث طويلا عن إعادة تشكيل الشرق الأوسط.. إلا أن زيارة ترامب للخليج وهذا التحالف الاستراتيجي الناشئ يقلب الطاولة في وجه نتنياهو'.

وأوضح أن عملية إعادة تشكيل الإقليم تتم الآن بشراكة أمريكية خليجية مع التركيز على الرياض التي تشكل الرافعة الرئيسية.

وأردف قائلا: 'في هذا الإطار، أعتقد أن ذلك سيسمح بإعادة تموضع للمملكة العربية السعودية وسوريا بشكل أساسي في السياق الاستراتيجي الإقليمي'.

وحول طابع الشراكة التركية الخليجية في سوريا على الصعيدين السياسي والأمني والعسكري، أفاد التقي بأن 'أنقرة تعتبر نفسها قد لعبت دورا عسكريا مباشرا في هذا السياق لكنه مشروط بوجود دعم عربي، وما هو واضح الآن أنه بغض النظر عن التواجد العسكري التركي في بعض مناطق سوريا تسير الأمور بشكل يثير حفيظة العديد من دول الإقليم، بما فيها إسرائيل'.

وصرح بأن الدول العربية تشكل الظهر الفعلي الأساسي ومحور التحالف الرئيسي لسوريا.

وذكر أنه 'لا شك أن لدى تركيا تطلعات فيما يتعلق بنفوذها في الإقليم، ولكنها تمتلك ستة محاور استراتيجية تهتم بها، ولا تستطيع موضوعيا معالجة أكثر من محورين أساسيين في الوقت نفسه.. أعتقد أنها اختارت محورين أساسيين في أوكرانيا ووسط آسيا'.

وبالنسبة للقضية الفلسطينية وموقعها لدى ترامب، قال التقي إن 'القضية الرئيسية هي أن الرئيس الأمريكي يسعى للحصول على حل نهائي لقضية المحتجزين لدى حماس، والموضوع مرتبط أيضا بقضية التفاوض الذي يقوم به المندوبان القطري والمصري مع حركة حماس في هذا السياق، وخاصة فيما يتعلق بإدارة غزة ومرحلة التعافي اللاحقة التي يُفترض أن تقودها عمليا دول الخليج العربية'.

وأشار إلى أن 'يعتقد أن هذه المفاوضات ليست مرتبطة بقطر كدولة بحد ذاتها، بل بالصعوبات الناجمة عن ضرورة تحقيق تحول يسمح للسلطة الفلسطينية بأداء دور فعّال وإدارة عملية التعافي بالتعاون مع دول الخليج العربي، وخاصة المملكة العربية السعودية'.

وفي الملف النووي الإيراني، رأى الباحث أن 'جميع دول الخليج تلعب دورا رئيسيا في بناء منصة تسمح لطهران وواشنطن بالانتقال إلى مفاوضات جدية بشأن الملف النووي'.

وذكر أن نتنياهو كان يعتقد أنه الشخص الذي سيقوم بتشكيل ملامح الإقليم، إلا أن الأمور انقلبت ضده في عدة ساحات بما في ذلك سوريا، وإيران، واليمن، مبينا أن الخيار الاستراتيجي الذي اختارته دول الخليج حول السلام والتنمية، يعد بديلا عن السياسات التي تهدف إلى وضع المنطقة على حافة الحرب، كما أن واشنطن اختارت أن تسير نحوها بعد فترة من الفوضى في السياسة الأمريكية استمرت لأكثر من عقد ونصف.

وأعلن ترامب خلال خطاب في الرياض أنه سيرفع العقوبات التي فرضت على دمشق لعقود خلال حكم حافظ الأسد وابنه بشار الأسد.

واعتبر الرئيس الأمريكي أن تخفيف نظام العقوبات المفروضة على سوريا والقيادة الجديدة للبلاد برئاسة رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع سيشكلان ضمانة للتطور الناجح للبلاد.

يذكر أن ترامب كان قد التقى بأحمد الشرع في الرياض يوم 14 مايو، في أول لقاء يجمع بين زعيمي الولايات المتحدة وسوريا منذ 25 عاما.

المصدر: RT