بعد حادثة التيار المائي على شاطئ الرملة البيضاء… نصيحة للبنانيين

أثار (فيديو) متداول لتيار مائي عند شاطئ الرملة البيضاء في بيروت حالة من البلبلة والذعر لدى المواطنين، خصوصًا مع كون الشاطئ مقصدًا يوميًا لهم في فصل الصيف

رئيس قسم التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت، محمد كنج، أوضح في حديث لـ'لبنان 24″ أنّ 'التيارات البحرية السّاحبة تتشكّل على مدار العام، لكن تزداد احتمالية ظهورها خلال شهري حزيران وأيلول، تزامنًا مع تغيّر الفصول ونشاط الرياح المصاحب لتحرّك الكتل الهوائية. ويعود السبب إلى تفاعل الرياح النشطة مع حركة الأمواج التي تضرب الشاطئ الرملي، إذ تسمح طبيعة الرمل بإنشاء قناة تعيد ارتجاع الموج نحو البحر، ما يؤدّي إلى تكوّن

تيار مائي قوي يتّجه بعكس حركة الأمواج، أي من الشاطئ باتجاه العمق. يُشبه هذا التيار نهرًا صغيرًا داخل البحر'.

وتابع: 'في المقابل، تُعدّ هذه الظاهرة نادرة على الشواطئ الصخرية، لأن تكوينها لا يسمح بتشكّل القنوات التي تُسبّب هذا النوع من التيارات'.

وعن كيفية التعرّف على التيار الساحب، أوضح كنج أن ذلك يمكن من خلال تغيّر نمط حركة الأمواج. ففي الوضع الطبيعي، تصنع الأمواج الاتية من البحر رغوة بيضاء تمتد نحو الشاطئ. أما عند وجود تيار ساحب، فيُلاحظ انقطاع في هذا الخط الأبيض، ما يدلّ على منطقة لا تتحرّك فيها المياه إلى الأمام، بل تعود إلى البحر. يخلق هذا فرقًا واضحًا في اللون والحركة، يمكن تمييزه من نقطة مرتفعة أو من مسافة، لكنه غالبًا لا يُرى بوضوح من مستوى الشاطئ'.

وأكّد كنج أنّ 'هذه التيارات تُعدّ من أبرز أسباب الغرق، إذ تسحب السباحين بسرعة إلى العمق، ولا يمكن مقاومتها بسهولة'.

وتوجّه كنج بنصيحة إلى اللبنانيين في حال الوقوع داخل تيار ساحب، مفادها أنّه 'من الضروري الحفاظ على الهدوء وعدم محاولة السباحة بعكس التيار، لأن ذلك يؤدي إلى الإرهاق'.

ونصح ايضاً بالسباحة بشكل جانبي، بمحاذاة الشاطئ، إلى أن يتم الخروج من التيار، ثم السباحة تدريجيًا نحو الشاطئ.

كما شدّد على أهمية متابعة نشرات الطقس قبل القيام بأي نشاط بحري، وضرورة ارتياد الشواطئ المراقبة من قِبل الدفاع المدني أو البلديات، والانتباه إلى الإشارات الحمراء التي تُحذّر من وجود تيارات مائية ساحبة