في خطوة تحمل أبعاداً اقتصادية واستراتيجية، تتجه الأردن للاستفادة من توريد الغاز القطري إلى سوريا عبر أراضيه، ضمن تفاهمات جديدة بين دمشق والدوحة في قطاع الطاقة.

وأعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، عقب عودته من زيارة رسمية إلى قطر، عن الاتفاق على متابعة إمدادات الغاز عبر الأردن، مما يعزز التعاون الثلاثي في مجال الطاقة.

مشروع يعزز الطاقة والاستقرار:

وكانت قطر قد أطلقت في مارس الماضي مبادرة لدعم توليد الكهرباء في سوريا عبر الغاز الطبيعي، في إطار اتفاقية وقّعها صندوق قطر للتنمية مع وزارة الطاقة الأردنية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وتهدف المبادرة إلى توفير 400 ميغاواط يومياً كمرحلة أولى، تتوسع تدريجياً لتغطي مناطق سورية عدة، من بينها دمشق، حلب، حمص، وطرطوس، مما يسهم في تحسين الخدمات الأساسية واستقرار المجتمعات المتضررة.

الأردن أمام مكاسب اقتصادية واعدة:

ويرى خبراء الطاقة حسب تقرير نشره موقع العربي الجديد أن الأردن سيجني مكاسب مالية واستراتيجية من المشروع، إذ سيحصل على عوائد رسوم العبور نظير استخدام بنيته التحتية، بما في ذلك خطوط الأنابيب والسفينة العائمة في ميناء العقبة، والمخصصة لتحويل الغاز المسال.

كما أن المشروع يعزز موقع الأردن كمركز إقليمي للطاقة، مما يفتح الباب أمام مشاريع مستقبلية مثل تصدير الغاز إلى تركيا وأوروبا.

إلى جانب الفوائد الاقتصادية، يتوقع أن يوفر المشروع فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في مجالات النقل، الطاقة، والصيانة، مما يسهم في خفض معدلات البطالة، خاصة في المناطق القريبة من مسار عبور الغاز.

نحو تعاون إقليمي أوسع

وعلى مستوى التعاون الإقليمي، يشكل هذا المشروع خطوة لتعزيز العلاقات بين الأردن، قطر، سوريا، ولبنان، مما يفتح المجال أمام التبادل التجاري والاستثماري في المنطقة، ويعزز الأمن الاقتصادي للدول المعنية.

ويرى خبراء أن الأردن يرسّخ دوره كحلقة وصل إقليمية رئيسية في مجال الطاقة، وهو ما يرفع من أهميته الجيوسياسية، ويجعله شريكاً أساسياً في أي مشاريع طاقة مستقبلية في الشرق الأوسط.

ومع امتلاكه للبنية التحتية اللازمة، يتوقع أن يكون الأردن لاعباً محورياً في تحقيق استقرار الطاقة في المنطقة.