رم - في مباراة وصفت بأنها قمة كلاسيكية مصغرة، تمكن نادي ريال مدريد بقيادة مدربه الشاب تشابي ألونسو من تحقيق فوز مستحق على العملاق الإيطالي يوفنتوس في إطار منافسات كأس العالم للأندية.

كان هذا الانتصار بمثابة منجم ذهب استخرج منه الفريق الملكي العديد من المكاسب المهمة التي ستعود بالنفع عليه في قادم الاستحقاقات، وعلى رأسها الموسم الكروي الجديد.

بعيدًا عن النشوة الفورية للفوز، يمكن تلمس 5 مكاسب جوهرية حققها تشابي ألونسو وفريقه في هذه المواجهة القوية، والتي تؤكد الرؤية الثاقبة للمدرب الإسباني وقدرته على تطوير الفريق واستخلاص الإيجابيات من كل تحدٍّ يواجهه.

1- تألق لافت لغونزالو غارسيا وبصمة مؤثرة

أحد أبرز المكاسب التي خرج بها ريال مدريد من كأس العالم حتى الآن هو الأداء المميز الذي قدمه الشاب غونزالو غارسيا، اللاعب الذي حصل على فرصة للمشاركة أثبت جدارته وقدم مستوى فنيًّا وبدنيًّا عاليًا.

لم يقتصر دوره على مجرد شغل مركز رأس الحربة، بل كان له تأثير واضح في سير اللعب، سواء من خلال تحركاته الذكية أو تمريراته المتقنة أو حتى مساهماته الدفاعية.

هذا التألق يمنح ألونسو خيارًا إضافيًّا مهمًّا في الخط الأمامي ويعزز ثقة اللاعب الشاب بنفسه قبل خوض غمار المنافسات الرسمية في الموسم الجديد.

ظهور غارسيا بهذا المستوى يؤكد أن أكاديمية ريال مدريد لا تزال تزخر بالمواهب القادرة على تمثيل الفريق الأول بأفضل صورة.

2- وقفة تقييمية حاسمة لنواقص الفريق

رغم تحقيق الفوز، فإن مواجهة فريق بحجم وقوة يوفنتوس كشفت بعض الجوانب التي تحتاج إلى تطوير وتحسين في أداء ريال مدريد.

هذه المباراة منحت تشابي ألونسو فرصة مثالية للوقوف على نقاط الضعف التي قد تعيق مسيرة الفريق في الموسم المقبل. سواء كانت هناك بعض الثغرات الدفاعية التي استغلها المنافس، أو بعض البطء في نقل الكرة في مناطق معينة، فإن هذه الملاحظات القيمة ستكون بمثابة خريطة طريق للمدرب والجهاز الفني للعمل عليها خلال الفترة التحضيرية المتبقية.

إن القدرة على تحديد النواقص قبل انطلاق الموسم الرسمي تعتبر مكسبًا استراتيجيًّا يجنب الفريق الوقوع في أخطاء مماثلة في مباريات أكثر أهمية.

3- استعادة فينيسيوس.. عودة النجم لقيادة الهجوم

عانى النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور من تراجع طفيف في مستواه خلال الموسم الماضي، وهو ما أثر في قوة الخط الهجومي للفريق، لكن كأس العالم للأندية شهد عودة قوية للاعب، حيث استعاد الكثير من بريقه ومهاراته الفردية التي يتميز بها.

مشاركة فينيسيوس وتقديمه أداءً مؤثرًا يعتبر مكسبًا هائلًا لريال مدريد، ألونسو نجح في تهيئة اللاعب نفسيًّا وفنيًّا، ويبدو أن النجم البرازيلي على أتم الاستعداد لقيادة الفريق هجوميًّا في الموسم القادم بجوار كيليان مبابي والمساهمة بفاعلية في تحقيق الأهداف المنشودة.

عودة فينيسيوس بهذه القوة تبعث برسالة طمأنينة لجماهير الفريق وتزيد التوقعات بتحقيق موسم مليء بالإنجازات.

4- منح الفرص لأردا غولر واستثماره للمستقبل

الموهبة التركية الشابة أردا غولر يعتبر من اللاعبين الذين يعلق عليهم ريال مدريد آمالًا كبيرة في المستقبل. حصول اللاعب على المزيد من الدقائق والفرص للمشاركة في بطولة بحجم كأس العالم للأندية هو مكسب كبير للفريق.

هذه المشاركات تمنح غولر الخبرة اللازمة والاحتكاك القوي الذي يحتاجه لتطوير مستواه والتأقلم مع أجواء المنافسات الكبرى. كما أن تألقه في بعض اللحظات خلال المباراة يمنح الثقة للمدرب بقدرة اللاعب على تقديم الإضافة في المستقبل القريب.

استثمار ريال مدريد في مواهب مثل غولر يؤكد استراتيجيته في بناء فريق قوي للمستقبل مع الحفاظ على التنافسية في الحاضر.

5- تعزيز الثقة الجماعية وروح الفريق قبل التحديات القادمة

بالإضافة إلى المكاسب الفردية والفنية، فإن تحقيق الفوز على فريق كبير بحجم يوفنتوس في بطولة مهمة مثل كأس العالم للأندية يسهم بشكل كبير في تعزيز الثقة الجماعية ورفع الروح المعنوية للاعبين.

هذا الانتصار يرسل برسالة قوية إلى المنافسين ويؤكد قدرة ريال مدريد على تحقيق الفوز في أصعب الظروف. كما أن الأداء القتالي والروح العالية التي ظهر بها الفريق في المباراة تعكس الانسجام والتفاهم بين اللاعبين والجهاز الفني.

هذه الروح القتالية والثقة بالنفس ستكون سلاحًا مهمًّا لريال مدريد في مواجهة التحديات الكبيرة التي تنتظره في الموسم الجديد، سواء في المنافسات المحلية أو القارية.