انطلقت في العاصمة السعودية الرياض مباحثات وفدي روسيا والولايات المتحدة الأميركية حول تسوية النزاع الأوكراني. وذلك بعد المناقشات التي أجراها الوفد الأميركي مع دبلوماسيين من أوكرانيا أمس. وقد وصف وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف تلك المحادثات بأنها كانت 'مثمرة وهادفة' وركزت على مناقشة قطاع الطاقة.

وتعقد الاجتماعات في فندق 'ريتز كارلتون' وراء أبواب مغلقة، وطلب الأمن السعودي من الصحافيين مغادرة الفندق.

وأعرب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي غريغوري كاراسين، الذي يرأس الوفد عن أمله في أن 'يتمكن الجانبان الروسي والأميركي من إحراز تقدم خلال لقاء الرياض الذي من المرتقب أن يركز على مبادرة البحر الأسود'. فهل ينجح الرئيس الاميركي دونالد ترامب في إحلال السلام بين اوكرانيا وروسيا كما يطمح؟

مدير معهد المشرق للدراسات الاستراتيجية الدكتور سامي نادر يؤكد لـ'المركزية' ان 'ترامب قد يحصل على تهدئة مرحلية، لكن الثمن المطلوب أميركيا، أي إبعاد روسيا عن الصين نتيجة هذه التسوية، دونه عقبات كبيرة جدا، لأن هذا الموضوع الحقيقي'، مشيرًا إلى ان 'ترامب دفع مسبقًا، ان جاز التعبير، من الجيب الاوكراني، وهناك استعداد اوكراني للمضي في الموضوع، أقله مرافقة ترامب في هذه المحاولة، لأن لا خيار آخر. وقد لمس الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلنسكي عندما حاول ان يتصدى للموقف الاميركي، ماذا حصل في البيت الأبيض'.

ويضيف نادر: 'من جهة أخرى، قرر حلفاء اوروبا التقليديون الدخول على خط دعم اوكرانيا، وبالتالي اليوم لا ثقة بأن روسيا سوف تستجيب، وهي حتى الساعة لم تستجب بعد، وقالت بأن لديها أسئلة كثيرة وملاحظات وبالتالي هي أيضا لا تريد ان تقفل الباب أمام ترامب في هذه المحاولة'.

وتابع: 'إذا نظرنا الى الامور على المستوى الأبعد، نجد ان الرهان الاميركي على إبعاد روسيا عن الصين، وهذا مختلف. ترامب يحاول، عكس ما فعله الرئيس ريتشارد نيكسون في السبعينيات، من خلال خطة هنري كيسنجر، والتي تُعدّ أهم انجاز لكسينجر، استطاع ان ينتزع الصين من الحضن السوفياتي في حينه وإبعاد بكين عن موسكو. لكن حينها كانت العلاقة بين الصين وروسيا سيئة اصلًا وتدهورت أكثر، وكان هناك جو من الكلام بين واشنطن وموسكو. اليوم الموضوع مختلف تماما، لأن ثمة شراكة استراتيجية بين شي جين بينغ وفلاديمير بوتين، بالاضافة الى تكامل اقتصادي وشراكة تعمقت ومصالح مشتركة، لذلك استبعد رهان ترامب ان ينجح على المدى الطويل'.

ويختم نادر: 'على المدى القصير هناك مرافقة لجهود ترامب وثمة طلب اوروبي من اوكرانيا بأن تأخذ المحاولة بعين الاعتبار وتقوم بمقاربة مختلفة عما رأيناه في البيت الابيض لكن في الوقت نفسه اوروبا مصمّمة على الدعم'.