لم يسبق ان حصلت توترات بين اهالي البلدات الجنوبية وقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب 'اليونفيل' بهذا الحجم، كما يحصل في هذه الايام. فما سر تزايد التوترات والاحتكاكات، بالتزامن مع موعد التجديد لتلك القوات الدولية؟

لا يرى المطّلعون أنّ الصدف تقود إلى ذلك، 'بل هناك من يدفع بإتجاه حصول احتكاكات تؤدي الى تراكم الحوادث، كي تقود إمّا إلى تعديل مهام اليونفيل، أو عدم التجديد لها'.

لا تخفي إسرائيل سعيها لإنهاء مهام اليونيفيل في ​جنوب لبنان​، لكنها تواجه صعوبات في إقناع العواصم الدولية، ومنهم واشنطن ايضاً، حيث يعتبر المجتمع الدولي ان وجود اليونفيل اساسي في ضبط الحدود اللبنانية الجنوبية.

كما ان لبنان، يتمسك بدور اليونفيل، ويتولى رئيس مجلس النواب نبيه بري تحديداً دور الدفاع عن وجود قوات الطوارئ الدولية، ويجهد لابعاد التوترات بينها وبين اهالي البلدات الجنوبية. لكن ذلك، لم يمنع من تكرار الحوادث العابرة، بسبب محاولات دوريات اليونفيل الدخول إلى بلدات من دون مواكبة الجيش اللبناني، مما يؤدي إلى اعتراضها.

وبحسب المطلعين فإن تكرار اليونفيل تلك المحاولات، يهدف إلى فرض امر واقع بالتفرد في استطلاع البلدات والقرى الجنوبية من دون وجود الجيش اللبناني، لطرح ذلك على طاولة مجلس الامن الدولي وتعديل القرار الأممي. بينما يوجّه '​حزب الله​' مناصريه من الاهالي لمنع اليونفيل من فرض واقع جديد.

وعليه، تصبح جهود برّي بين مطرقة اليونفيل وسندان 'حزب الله'، بإنتظار ما سيتخذه مجلس الامن الدولي في هذا السياق.