اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ٢٤ شباط ٢٠٢٥
انتهى أمس تشييع السيّد حسن نصراللّه ومرّ اليوم على خير. واستعرض «حزب اللّه» ما له من شعبية رغم البرد القارس. وبغضّ النظر عن العدد الفعليّ للمشيّعين، لا يهمّ إن كان مليوناً أو عشرة ملايين، فإنّ التشييع صار وانتهى. وبات علينا أن نسأل اليوم، ماذا بعد؟
بعد التشييع، علينا أن نجد قواسمنا المشتركة كلبنانيين، وأن نسلّطَ الضوء عليها. وعلى السياديين أن يعرفوا بأن «حزب اللّه» موجود، وإن بات أقلّ قدرة وسلطة وحضوراً وسطوةً. وهذا كان واضحاً في كلمة الشيخ نعيم قاسم عبر الشاشة. فشتّانَ ما بين خطابه وخطاب نصراللّه.
على السياديين أن يعرفوا أن «الحزب» موجود، وعلى جماعة «الحزب» ومَن حوله من إيرانيين وعراقيين ويمنيين وسواهم أن يدركوا أن للبنان خصوصيّة مختلفة، وأن هذه ليست بلاد الخامنئي، وأن قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية وجيشها. وما حدث من مغامرة على طريق القدس لا يمكن له أن يتكرّر. ورغم ذلك، يبقى وجود إسرائيل في الأراضي اللبنانية احتلالاً. وهذا أقلّ ما نتفق عليه جميعاً كلبنانيين مع قاسم. لكنّ طرد إسرائيل اليوم هو مهمة الدولة. فإذا فشلت، فلكل حادث حديث. اليوم وبعد التشييع، علينا أن نصبّ الاهتمام على المقاومة السياسية. وليضع كُلّ جانب ثقله في الانتخابات النيابية 2026 كي نرى ما هو حجم «حزب اللّه» شيعياً بعد الحرب؟ وما هو حجم باقي الأطراف؟ لكنّ هذا سيعني اليوم وغداً وبعده، أن أصغر فئة في لبنان لا يمكن أن تمحوها أكبر فئة. وهو ما يُفترض أننا تعلّمناه بعد الحرب الأهلية. فنحن محكومون بالتوافق، وهو أمر علينا أن نتعلّم ألفه وباءَه من جديد. وأثبتت الأيام أنّ الانقسامات عمودية وعميقة وكبيرة، وتحتاج إلى ترميم فعلي ونية صافية في التحسين، وإلّا عُدنا دوماً إلى المربّع الصفر.
قبل التشييع، برزت استعراضات القوة في مطار بيروت، لعلّها أقبح ما يمكن أن يكون في مطار مدني يفترض أن يستقبل جميع الجنسيات والعقليات. فليترك الجميع المطار بسلام، لا أن يحمل أحد صورة السيد نصراللّه ، ولا أن يدوس على علم أميركا، ولا أن يحمل في المقابل أحدهم رداً على الفعل صورة لشخصيات عربية وأجنبية.
بالدارج «حلّوا عن سما المطار» .ولا يعني موقعه الجغرافي أن يتمّ وسمه سياسياً وعقائدياً. في النهاية، ما بعد تشييع السيد حسن نصراللّه، لبنان باقٍ أبداً يحتضن جميع مواطنيه، مهما جنحوا ومهما تطرّفَوا شرط أن يعودوا إلى حضنه.