جدد الفلسطينيون تمسكهم بالعودة إلى مخيمات اللاجئين في شمالي الضفة الغربية، مؤكدين أن محاولات الاحتلال لشطب مخيمات جنين وطولكرم ستفشل على صخرة المقاومة.

ومؤخرًا، هدد مسؤول ما تسمى المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الإسرائيلي بتفكيك المخيمات باعتبارها حصنًا، وتحويلها إلى أحياء في جنين وطولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة.

ومنذ أكثر من شهرين، تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مخيمات الضفة الغربية، وخصوصًا مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، في عمليات عسكرية خلّفت عشرات الشهداء والجرحى ومئات المعتقلين، وتهجير عشرات الآلاف من السكان، وتدمير مئات المنازل في المخيمات الثلاثة.

وزعمت قوات الاحتلال أن ما تسمى قيادة المنطقة الوسطى تناقش خططًا مشابهة تستهدف جميع المخيمات الـ18 في الضفة الغربية، وهي جاهزة للتنفيذ.

يقول فيصل سلامة، رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم طولكرم، إن تدمير المخيم هو مخطط احتلالي ممنهج لتغيير معالمه، فمنذ بداية الحملة العسكرية يدمر جيش الاحتلال البنية التحتية ويشق الطرق لتسهيل حركة آلياته، ويهدم المنازل والمباني لإعادة هيكلة الهندسة الجغرافية والديمغرافية في المخيم بهدف تغيير معالمه وتقليص عدد السكان وتهجيرهم للسيطرة على مخيم طولكرم.

ويجزم سلامة في حديثه لصحيفة 'فلسطين' بأن الاحتلال لن يفلح في تحقيق مخططه حتى لو دمر وحرق المنازل وشق الشوارع، ولن يستطيع شطب اسم المخيم واللاجئين.

وشدد سلامة في ذكرى يوم الأرض الـ49 على أن شعبنا متمسك بأرضه، وثابت في مخيمات اللجوء في الضفة وغزة والشتات، مؤكدًا أن قضية اللاجئين متجذرة في قلوب ملايين اللاجئين الفلسطينيين.

وطالب بتعزيز صمود المواطنين عبر برنامج وطني لدعمهم وإمدادهم بكل سبل العيش بكرامة حتى العودة، وتطبيق القرارات الأممية بعودتهم إلى ديارهم التي هُجِّروا منها في عام 1948.

كل مخططات تصفية المخيمات وقضية اللاجئين أسقطها وعي الفلسطينيين ومقاومتهم لتلك المخططات الخطيرة، بحسب الناشط السياسي من مخيم جنين، جمال الزبيدي.

وأكد الزبيدي لـ'فلسطين' أن كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي السابقة والحالية لن تنجح في تصفية مخيمات اللاجئين وتذويبها وإنهاء قضية اللاجئين، ومخططاتهم لن تثني السكان عن الصمود في أرضهم ومقاومة المشروع الصهيوني.

وبخصوص تصريحات الاحتلال الأخيرة، أوضح أن المخططات الصهيونية ليست وليدة اللحظة؛ فمنذ سنوات طويلة يحاول الاحتلال تدمير المخيمات وإلغاء قضية اللاجئين، لكنهم فشلوا، وكل مخططاتهم ستفشل على صخرة المقاومة.

وشدد على أنهم سيعودون إلى المخيم ويعمرونه، ولن يتخلوا عنه إلا بعودتهم إلى أراضيهم التي هُجِّروا منها.

وحول إمكانيات التصدي للاحتلال، شدد الزبيدي على أن الشعب الفلسطيني، منذ بدايات قضية فلسطين، لم يكن لديه مقومات لمقاومة الاحتلال بحجم ما يملكه الاحتلال المدعوم غربيًا، إلا أن تصميم وإرادة شعبنا بمقاومته ستنتصر.

لكن الزبيدي أشار إلى غياب الدعم الرسمي من السلطة لتعزيز صمود المواطنين، ويضيف: 'بدلًا من إسناد السلطة في رام الله للأهالي، نجدها تقود حملة ضد المقاومين وأنصارهم بالتزامن مع عدوان الاحتلال على مخيمات الضفة'.

وأبدى الناشط السياسي استغرابه من صمت السلطة على مخطط الاحتلال لإعادة تشكيل مخيم جنين هندسيًا ليصبح مجرد حي في المدينة، ويردف: 'لقد عبر الاحتلال عن مخططه بشكل صريح خلال اجتماع بين ما تسمى الإدارة المدنية وشخصيات من السلطة دون أن يكون للأخيرة موقف معارض للاحتلال'.

وقال الزبيدي: 'السلطة بدلًا من دعم السكان، تعمل على زعزعة صمودهم عبر حملاتها الأمنية المتواصلة باستهداف المقاومين. المطلوب منها هو إسناد ودعم الناس للبقاء والصمود، وليس ملاحقتهم ومطاردتهم بالتزامن مع حرب الاحتلال'.

وأوضح أن السلطة ما تزال مشاركة في العملية العسكرية ضد المخيم، وما زالت حملة الاعتقالات بحق المقاومين وبين النازحين مستمرة، وهو ما يشير إلى أن السلطة رفعت الغطاء عن مخيم جنين وتركته عرضة لاعتداءات الاحتلال.

ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ68 على التوالي، وسط عمليات إحراق منازل وتجريف، وتحويل منازل إلى ثكنات عسكرية.

ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس، ما أدى إلى مقتل أكثر من 939 فلسطينيا، وإصابة قرابة السبعة آلاف شخص، واعتقال 15 ألفا و700، وفق معطيات فلسطينية رسمية.