اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٤ كانون الأول ٢٠٢٥
'أصعب ما أشعر به في هذا العيد أنني سأبقى وحيدة داخل الكنيسة، حزينة بعد أن فقدت أعز الناس لديَّ خلال الحرب، زوجي وابني، لا حياة لدينا، فقدنا الحياة، والطقوس ستقتصر فقط على الصلاة'، هكذا تقول فاتن السلفيتي، وهي تبكي بحرقة شديدة، مع قرب الاحتفال بليلة عيد الميلاد وفقاً للتقويم الغربي.
ورغم اعتبار أن يوم عيد الميلاد من أفضل أيام العام وأجملها، فإن فاتن السلفيتي تقول: 'إن الوضع الحالي الناجم عن الحرب وما شهدته من قصف ودمار، يجعلها لا تشعر بفرحة العيد'.
وتعكس كلمات السيدة الغزية شعور مسيحيي قطاع غزة، الذين يحل عليهم هذا العيد للعام الثالث على التوالي، في ظل أوضاع إنسانية صعبة، بعد مرور أكثر من عامين على حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل ضد القطاع.
من جهته مدير عمليات البطريركية اللاتينية في غزة الأب جورج أنطون يقول لقناة 'بي بي سي نيوز عربي': 'لن تكون هناك مظاهر احتفال عامة هذا العام، لكن الاحتفال الديني سيكون حاضراً دائماً'.
وأوضح بالقول إنه 'سيكون هناك قداس إلهي ومراسم كاملة، لكن المظاهر العامة مثل إضاءة الشجرة والفعاليات العائلية أُلغيَت، لأننا لا نزال نعيش آثار الحرب، والناس لم تتجاوز بعد، مشاعر الإحباط والاكتئاب والحزن'.
ومن جهة أخرى، يشير أنطون إلى أن مسيحيي غزة طالتهم آثار الحرب مثل باقي الفئات في غزة، قائلاً إنه هناك 'بيوت دمرت، ومراكز تعليمية ومدارس ومحال تجارية دمرت كما حصل مع الجميع' مؤكداً أن هؤلاء المسيحيين عانوا من كل آثار الحرب اقتصادياً واجتماعياً ونفسياً.
ومن بين دور العبادة المسيحية التي طالتها آثار الحرب في غزة، ثلاث كنائس رئيسية، وهي كنيسة القديس بورفيريوس للروم الأرثوذكس، وكنيسة العائلة المقدسة (اللاتين/الكاثوليك)، وكنيسة المعمدانيين الإنجيلية.
وأدى ذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من هذه المباني، ومقتل وإصابة عدد من أبناء الطائفة المسيحية، بينهم نساء وأطفال وكبار السن.
ورغم هذه الأحداث، قررت بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية والبطريركية اللاتينية في القدس، إبقاء الكهنة والراهبات في أماكنهم، لمواصلة رعاية العائلات المتبقية في المناطق المحيطة بهم. وتحولت الكنائس في كثير من الأحيان إلى ملاذ لمئات المدنيين للإقامة فيها.
وتقول المواطنة الغزية هيلدا عياد: 'نحن لا نزال نستمع بشكل يومي تقريباً لأصوات القصف والانفجارات في مدينة غزة، لكننا سنحاول من خلال أداء الطقوس الدينية، الاحتفال بهذه المناسبة' مضيفة أن الاحتفالات لن تكون ضخمة كما كانت قبل الحرب 'ولكن نحاول أن نفرح أنفسنا.. وندخل السرور على الأطفال الذين لا يعرفون الكثير عن عيد الميلاد'.
وتضيف هيلدا: 'نحاول وضع شجرة ولو صغيرة، نزينها بالأنوار، لكي يشعر الجميع بقدر من الفرحة، نحاول هذا العام الاحتفال بإمكانيات بسيطة، ونتمنى أن يعم السلام، وأن نعود للاحتفالات الكبيرة، وأتمنى أن نتمكن من السفر لبيت لحم مهد السيد المسيح'.
ماذا نعرف عن المساجد والكنائس المدمّرة في غزة؟
من جانبها عبّرت الطفلة ماريا أنطون، عن سعادتها لرؤيتها شجرة عيد الميلاد، ولكن الفرحة تظل – بحسب قولها – منقوصة، لأنها فقدت جدتها وعمتها في الحرب.
وتضيف ماريا قائلة: 'بعد الهدنة الوضع أفضل، لأننا يمكن أن نتحرك قليلاً ونخرج، وقبل ذلك كان هناك قصف وخوف ورعب أكثر، وكانت الشظايا تصل إلينا'.
وتتذكر ماريا أصعب يوم مر عليها خلال فترة الحرب قائلة إنه 'يوم وفاة عمتي وجدتي في الحرب، يومها كنا محاصرين، وكل العائلة أصيبت ومنهم إخوتي ووالدي، ولجأنا للعيش في الكنيسة'.
ويشكّل المسيحيون أقلية في قطاع غزة، إذ قُدّر عددهم قبل الحرب بنحو ألف نسمة، أي أقل من خمسة في الألف من إجمالي السكان.
وينتمي مسيحيو القطاع إلى طائفتي الروم الأرثوذكس والكاثوليك، ويتوزعون على مناطق متفرقة من مدينة غزة، أبرزها غزة القديمة وحي الرمال والميناء الجنوبي ومنطقة تل الهوى.

























































