سماح سامي – مصدر الإخبارية

أثار قرار مكتب الأمم المتحدة إغلاق جميع المخابز التي كان يدعمها برنامج الأغذية العالمي في قطاع غزة، مخاوف المواطنين من عودة شبح المجاعة من جديد، ما ينذر بكارثة إنسانية كبيرة.

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الثلاثاء الماضي، عن إغلاق جميع المخابز الـ 25 التي كان يدعمها برنامج الأغذية العالمي خلال فترة وقف إطلاق النار، وذلك بسبب نقص الدقيق وعدم توفر غاز الطهي.

ويأتي هذا التوقف بعد حوالي شهر كامل من منع حكومة الاحتلال الإسرائيلي إدخال المواد الأساسية إلى القطاع، بما في ذلك الدقيق والوقود، ما أسهم في تدهور الوضع المعيشي بشكل غير مسبوق، وفقا لمسؤولين فلسطينيين. وكان المواطنين في شمال غزة اختبروا الجوع للمرة الأولى، ما بين شهري يناير/كانون الثاني ومارس/ آذار من العام الماضي، حيث اضطروا إلى خلط أعلاف الحيوانات بدقيق القمح المتوفّر قبل نفاده كلياً، كذلك أكلوا أوراق الأشجار وراحوا يبحثون عن أيّ بدائل ممكنة حتى لا يموتوا جوعاً.

وسبب لهم النقص الهائل في الغذاء حينها، سوء تغذية حاد وجفاف في أجسام الأطفال خاصة ترافق مع مشكلات صحية، وصل الحال بعدد منهم إلى الوفاة.

مخاوف كبيرة أبدت المواطنة ام محمد النجار تخوفها الشديد جراء إغلاق المخابز ونفاذ الدقيق وغاز الطهي من قطاع غزة، ما ينذر بعودة شبح المجاعة من جديد.

وأوضحت النجار لـ 'شبكة مصدر الإخبارية' أنها كانت تعتمد بشكل شبه كلي على المخابز لشراء الخبز لأفراد عائلتها، كي توفر ثمن الحطب والدقيق اللازم لصنعه، مبينا أنها بعد ذلك ستضطر لشراء الحطب بثمن باهظ جدا، حيث يصل سعر الكيلو لنحو شيقل.

وأشارت إلى ارتفاع أيضا ثمن كيس الدقيق 25 ك لقرابة 100$، ما يفوق قدرتها الاقتصادية على شرائه، إذ أن زوجها يعمل بنظام اليومية، وبالتالي بالكاد تستطيع توفير ثمن المواد الأساسية لطهي الطعام، كالزيت الذي وصل سعره إلى 50 شيقل.

وشددت على أنها عاشت وعائلتها العام الماضي شبح المجاعة، حيث كانوا يعتمدون على حشائش الأرض لإعداد وجبة طعام واحدة خلال اليوم، ما تسبب بإصابة أطفالها خاصة بسوء تغذية حاد، وهي التجربة التي تخاف تكرارها، وبالتالي تفقد أحدهم نتيجة عدم توفر الدقيق والخبز، كسلعة أساسية تقويهم على الجوع.

بداية لمعركة الجوع بدوره، أعلن رئيس جمعية المخابز في غزة عبد الناصر العجرمي عن إغلاق جميع المخابز المدعومة من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، مؤكدًا أن هذا الإغلاق يمثل بداية جديدة لمعركة الجوع.

وأوضح العجرمي في تصريحات صحفية، أن سبب هذا الإغلاق يعود إلى نفاد الطحين والوقود بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الصهيوني على القطاع، مشيرا إلى أن المخابز لم تتمكن من الحصول على الطحين والوقود والخميرة بسبب الحظر التجاري والقيود المفروضة من قبل الاحتلال.

وقال إن: 'هذا الإغلاق يفاقم من معاناة سكان غزة، حيث يعيشون في ظروف قاسية وسط هذا الحصار الخانق، ولا يوجد حتى غاز للطهي'.

يشار إلى أن قطاع غزة ويستهلك يوميًا حوالي 450 طنًا من الطحين، وكانت المخابز تلبي نحو 50% من احتياجات السكان اليومية، وقد تضررت العديد منها، خصوصًا في شمال غزة، جراء الهجمات الصهيونية، حيث تُقدّر الخسائر المالية لهذه الأضرار بملايين الدولارات.