أظهرت المعطيات أن التوتر لا يزال قائماً بين الموحدين الدروز في سوريا وبين المجموعات الإسلامية المتطرفة التي اتخذت تسجيلاً صوتياً ذريعة لشن حملة ضد المجموعات الدرزية، طمعاً بسحب سلاحها ومنع اقامة دويلة السويداء، وكرّرت معهم ما فعلته في مناطق الساحل السوري بحق العلويين.

وبحسب معلومات 'النشرة' فإنّ السلطات السورية غضت الطرف عملياً عن المجموعات المتطرفة، وسرّبت معلومات عنها 'انها مجموعات غير منضبطة'. لكن الرد الاسرائيلي أوصل رسائل نارية لحماية الدروز، ولم يتخط الخطوط الحمر بسبب موقف تركيا التي هددت بالتدخل في سوريا ضد محاولات إسرائيل استهداف إسلاميين.

واسفرت الايام القليلة الماضية عن تقدم السلطات السورية والمجموعات الإسلامية المتطرفة نحو مناطق الدروز، والإمساك بمناطق في ريف دمشق يتواجد فيها الموحدون الدروز، بغية الاطاحة بأي مجموعة درزية مسلحة ومنع تقدم اي مسلحين من السويداء، بعد ارتكاب مجازر بحق بعض الذين كانوا قادمين لمناصرة دروز جرمانا وصحنايا، ولا تزال المجازر مستمرة بعد سقوط حوالي مئة ضحية درزية.

وتعاظم التوتر في الساعات الماضية، مما دعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط إلى اجراء اتصالات وارسال رسائل إلى قيادات سورية وتركية وقطرية، والاستعداد لزيارة دمشق لاجراء مصالحة بين دروز سوريا ودمشق. فهل ينجح؟

ينبع تحرك جنبلاط من مخاوف لديه بعد تمدد التوتر إلى لبنان، خصوصاً انه يخشى من توسّع نفوذ الشيخ الدرزي الاسرائيلي موفق طريف، وسط تأييد معظم رجال الدين الدروز لخطوات طريف، بذريعة حماية انفسهم من التطرف الاسلامي التكفيري الذي يسيطر على سوريا.

وتتكرر خطوة جنبلاط تجاه الرئيس السوري احمد الشرع، لاجراء تسوية تاريخيّة بين الدروز و دمشق. وبحسب معلومات 'النشرة' فإنّ قرار المختارة سينجح على الاقل بمنع تمدد التوتر نحو لبنان، بينما سيقرر دروز السويداء اتجاهاتهم السياسية والميدانية، نتيجة مواقف زعمائهم الروحيين بالتعاون مع طريف الذي يملك تأثيراً كبيرا جدا على دروز سوريا.