اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٢٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
أربعة موفدين من أميركيين وعرب دخلوا دفعة واحدة الى مسار البحث في كيفية الوصول الى تسوية تهدف الى إبعاد المخاطر الاسرائيلية عن لبنان، في وقت أصيبت فيه تيارات سياسية بخيبة أمل إضافية، فهي كلما عبرت عن تمنياتها بشن العدو حربا جديدة وتمادت في تهديداتها لخصومها، جاء من يبدد ذلك بالتأكيد على خيار المفاوضات التي ما يزال شكلها ومضمونها مدار بحث ونقاش بين الولايات المتحدة ولبنان.
هذه التيارات تشكل صدى واضحا لتصريحات المبعوث الأميركي توم باراك الذي ومنذ إعلان فشل مهمته في لبنان ودفن ورقته التي أقرتها حكومة نواف سلام من دون قيد أو شرط، وهو يهدد ويتوعد ويتحدث باللسان الإسرائيلي ويطرح السيناريوهات البعيدة كل البعد عن المنطق اللبناني، وهو يُفترض أن يزور لبنان مطلع الشهر المقبل، لكنه في الوقت نفسه لم يخرج من المشهد اللبناني حيث يرسل تهديداته عبر الأثير، واضعا اللبنانيين أمام خيارين، فإما التعاون مع أميركا والرضوخ للشروط الاسرائيلية وإما “نترك الأمر لإسرائيل التي لن نستطيع أن نضغط عليها أو إعطاء لبنان ضمانات بعدم الاعتداء عليه”.
وطبعا، فإم منطق باراك يسير على ألسنة الكثيرين من “السياديين” الذين يرددون ببغائيا عبارة، أنه “إذا لم تتمكن الحكومة من سحب سلاح المقاومة فإن إسرائيل ستتولى هذه المهمة”، وفي ذلك ترويج للعدوان وتبرير له، بما يعرض هؤلاء للمساءلة القانونية إنطلاقا من العداء اللبناني المطلق لإسرائيل بحسب الدستور والقوانين المرعية الإجراء.
أما مورغان أورتاغوس التي تمعن في إستفزاز اللبنانيين في كل زيارة تقوم بها وبأشكال مختلفة، فقد وصلت الى بيروت قادمة من فلسطين المحتلة حيث شاركت وزير حرب العدو يسرائيل كاتس في إعطاء الأوامر للجيش الصهويني لقصف مناطق جنوبية وقتل مواطنين لبنانيين، وهي قدمت للرؤساء الثلاثة إقتراحين، الأول يقضي بالمفاوضات المباشرة مع العدو الاسرائيلي وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلا، والثاني العودة الى مسار اللجان من خلال لجنة “الميكانيزم” مع إمكانية إضافة شخصيات مدنية للبحث في النقاط العالقة مع العدو، وربما كان هذا الاقتراح هو الأقرب بالنسبة للرؤساء الثلاثة بالرغم من حاجته الى كثير من النقاش للوصول الى الحل الأنسب، وخصوصا أن يسبق الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الجنوب اللبناني والالتزام بوقف إطلاق النار أي تفاوض، وهذان أمران غير قابلين للتحقيق في ظل الغطرسة الصهيونية، وإبلاغ العدو لأميركا أمس أنه مستمر في إعتداءاته على لبنان، ما يتطلب ضغطا أميركيا حقيقيا على الكيان للوصول الى النقطة التي ترغب بها الولايات المتحدة، وقد لا يكون ذلك بعيدا.
وجاءت زيارة مدير المخابرات العسكرية المصرية اللواء حسن رشاد الى بيروت لإقتراح نقل تجربة المفاوضات حول غزة الى لبنان، خصوصا أن لبنان قام بإسناد غزة ودفع ثمن ذلك، وأن جمهورية مصر مستعدة لقيادة مفاوضات عربية بهذا الشأن، بعد نجاحها في بلورة الاتفاق حول غزة، فضلا عن تقديم طروحات مصرية حول السلاح الفلسطيني داخل المخيمات، إلا أنه وبحسب المعلومات فإن الأولوية اليوم هي لطروحات أورتاغوس وليس لأي طرح آخر، كون لبنان يريد الحفاظ على القرار الأممي 1701 وعلى إتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024، وأن أي إتجاه نحو طروحات جديدة يعني الذهاب الى إتفاقات جديدة لن تكون في مصلحة لبنان، على أن تكون الاقتراحات المصرية رديفة يمكن الاستفادة منها في حال ذهبت الأمور الى مزيد من التأزيم.
كذلك، فقد نقل رئيس جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط سلسلة إقتراحات عربية حول مواجهة العدوان الاسرائيلي الى الرئيس جوزيف عون، علما أن زيارته هي بالأساس للمشاركة في مؤتمر حول مكافحة الإرهاب وفي منتدى اللقاء الإعلامي العربي.
في غضون ذلك، بلغ التوتير الداخلي مداه، وتُرجم بإفشال الجلسة النيابية التشريعية بنسف نصابها، وبرفع الحواجز بين عين التينة ومعراب، حيث حرص سمير جعجع على أن تكون معركة كسر عظم مع الرئيس نبيه بري، مناقضا بذلك كل تصريحاته حول عدم التعطيل، حيث تبين بما لا يقبل الشك أن مصالح القوات الانتخابية تتقدم بأشواط على مصالح اللبنانيين الذين دفعوا ثمن عدم إنعقاد الجلسة بعدم إقرار العديد من القوانين التي تساهم في تحسين واقعهم الاجتماعي.











































































