في ملفين منفصلين امام المحكمة العسكرية، مثُل قيادي في حركة المقاومة الاسلامية'حماس' الفلسطيني نور الدين ابو معزة، ليطلب 'البراءة ثم البراءة ثم البراءة' من تهمة التعامل مع العدو الاسرائيلي، بعدما أسهب في جلسة سابقة في شرح 'بطولاته'في غزة وابرازه ما يثبت تقاضيه حتى وهو في السجن راتبه الذي زاد من 800 الى 1800 دولار، فيما كان اللبناني جورج مراد ينتظر'دوره' في المحاكمة بالتهمة نفسها التي جمعتهما مع مطلبهما'البراءة، لكن الاخير لم يتمكن من تبرير اربع حوالات مالية تلقاها من الخارج زاعما ان'لولا' الذي ارتبط معها بعلاقة جنسية عبر الواقع الافتراضي'الفايسبوك'، هي من ارسلتها له لقاء احاديث غرامية .

وجاء الحكم على ابو معزة بسجنه سنة ونصف السنة، وعلى مراد بالسجن ثلاث سنوات.

ففي الملف الاول الذي كانت الجلسة فيه مخصصة للمرافعة، استوضح رئيس المحكمة العميد الركن خليل جابر وكيلة ابو معزة المحامية باسمة زيبارة سائلا:'قادر يجي اسامة حمدان؟'، وذلك بعدما افادت في جلسة سابقة ان حمدان كان يتابع ملف موكلها، وقد زارها اكثر من مرة في مكتبها، وزودها بما يثبت انه كان من قياديي حماس، ليأتي جواب المحامية ب'ان حمدان لا يستطيع الادلاء بإفادته امام المحكمة بسبب الظروف الامنية'.

وفي مرافعتها، بعد ان طلب ممثل النيابة العامة القاضي كلود غانم تطبيق مواد الاتهام، اشارت زيبارة ان موكلها نشأ على حب المقاومة في عائلة استشهد جميع افرادها، واستعرضت 'بطولات' موكلها الذي قام بحفر انفاق عام 2016، وقام بتجنيد احد الانتحارين، للقيام بعملية انتحارية ضد العدو الاسرائيلي، وكذلك تم تكليفه بمهمة تجنيد اشخاص في غزة، للعمل لصالح 'حماس' ثم في تركيا، حيث طلب 'الموساد' الاسرائيلي من تركيا ترحيل موكلها الذي اختار لبنان، كونها بيئة حاضنة للمقاومة ليمكث في الضاحية الجنوبية فترة طويلة، قبل ان ينتقل الى صيدا حيث اوقف قبل نحو عام.

واكدت زيبارة ان المدعو سليمان او شوقي، تواصل مع موكلها حيث طلب منه إعداد تقرير صحفي عن الوضع الاجتماعي في غزة، وانه عندما علم ان الموقع الذي يعود لاحد هذين الشخصين هو مشبوه، اقفله وقطع علاقته بهما. وخلصت الى طلب ابطال التعقبات عن موكلها واستطرادا البراءة.

وفي الملف الآخر الذي يعود الى العام 2017، نسف جورج مراد بحضور وكيله المحامي اسعد ابو جودة، جميع اعترافاته الاولية حول عمله لصالح 'الموساد' مقابل المال الذي كان يتلقاه عبر حوالات، وطبيعة العمالة حيث طُلب منه تصوير اماكن على طريق القصر الجمهوري وفي صيدا وفي الضاحية الجنوبية ووضع علامة'أكس' باللون الاصفر على ابنية محددة من قبل مشغليه.

واقعة وحيدة اعترف بها مراد، الذي يعمل كسائق اجرة، وهي 'علاقته الجنسية' مع المدعوة لولا عبر الفايسبوك، التي كانت ترسل له تلك الحوالات وليس المدعو آشا سليمان، كما ورد في التحقيق الاولي الذي تبين انه شقيق لولا وكان يهدد مراد بافلام صورها مع شقيقته لولا، مقابل العمل لصالحه.

وفي دفاعه عن مراد الذي اوقف في كانون الثاني الماضي، اعتبر المحامي ابو جودة، ان الملف خال من اي اثبات عن تعامل موكله مع العدو، مركّزا على كتاب مديرية المخابرات في الجيش، الذي يثبت ان موكله لم يتواصل مع اي ارقام مشبوهة، وقال ابو جودة:'في هذا الظرف بالذات لم نمثل لندافع عن عميل لو انه كذلك، فلدى العدو الكثير من التقنيات ولا يحتاج الى سائق اجرة'. اما عن التحويلات المالية، فقال المحامي ابو جودة انها لقاء احاديث غرامية ومشاهد بهدف التسلية الجنسية، منتهيا الى اعتبار انه اعترافاته الاولية انتزعت منه او كتبت عنه او امليت عليه ولا يمكن الركون اليها، طالبا ابطال التعقبات عن موكله والبراءة ليس إلاّ.