في خضم التصعيد الأمني والسياسي على الحدود الجنوبية اللبنانية، تتكثف الاتصالات الدولية بشأن مصير قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب 'اليونيفيل' مع اقتراب موعد التجديد السنوي لمهمتها.

وفي هذا السياق، كشفت مصادر ديبلوماسية لصحيفة 'الديار' أنّ الاتجاه العام في الأمم المتحدة يميل إلى تجديد ولاية اليونيفيل في لبنان، مع الإبقاء على قوات حفظ السلام الدولية المنتشرة في الجنوب. وأوضحت المصادر أنّ وجود اليونيفيل يشكّل عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، كما يساهم في تأمين آلية تواصل فعالة بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي تحت مظلة الأمم المتحدة، ما يساعد على تفادي الانزلاق نحو مواجهة عسكرية مباشرة أو سوء تقدير قد يؤدي إلى تصعيد خطير.

إلى جانب ذلك، تلعب قوات اليونيفيل دورًا محوريًا في مراقبة تطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، إذ تُعتبر تقاريرها مرجعية قانونية معترفاً بها دوليًا تُستخدم لتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية، سواء كانت خروقات جوية أو برية، كما تسجّل أي نشاط عسكري مشبوه جنوب نهر الليطاني.

رسالة لبنانية رسمية تطلب التجديد

وبحسب مصادر صحيفة 'اللواء'، فقد دخل التمديد لليونيفيل فعليًا ضمن الترتيبات الديبلوماسية الجارية، إذ أرسلت وزارة الخارجية اللبنانية رسالة رسمية إلى مجلس الأمن الدولي تطلب فيها التجديد للقوات الدولية وفق الرؤية التي تعتمدها الحكومة اللبنانية والتي تؤكد على ضرورة استمرار عمل هذه القوات بالشروط الحالية ومن دون أي تعديل على مهامها.

وأكدت المعلومات أنّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تسلّم الرسالة اللبنانية، التي جاءت منسجمة مع الطلبات السابقة التي تقدم بها لبنان لتجديد الولاية.

وفي هذا الإطار، نقل مصدر ديبلوماسي فرنسي أن باريس لا تزال على موقفها الثابت والداعم لتجديد مهمة اليونيفيل، رغم استمرار الموقف الأميركي غير الواضح حتى الساعة، ومعارضة إسرائيلية لمحاولة فرض قيود على تحركات القوات الدولية أو تعديل تفويضها.

جولات واتصالات دولية

وفي سياق الاهتمام الدولي بالوضع على الحدود، قام وفد عسكري بريطاني بزيارة شملت قائد الجيش اللبناني رودولف هيكل ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وتم خلال اللقاءات التباحث في موضوع التمديد لقوات اليونيفيل والوضع الأمني في الجنوب.

وضم الوفد البريطاني مستشار وزارة الدفاع لشؤون الشرق الأوسط الأدميرال إدوارد ألغون وعددًا من الضباط، بحضور السفير البريطاني في لبنان هايمِش كاول.

وخلال اللقاء، شدّد قائد الجيش العماد جوزاف عون على أنّ استمرار إسرائيل في احتلال خمس نقاط حدودية ومحيطها لا يزال يشكّل عائقًا أمام استكمال انتشار الجيش اللبناني على كامل الحدود الجنوبية المعترف بها دوليًا.

يتّضح أن المشهد يميل نحو التجديد لليونيفيل بدعم أممي وفرنسي واضح، لكن القرار النهائي يبقى رهينة مواقف القوى الدولية الكبرى، خصوصًا الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ممانعة إسرائيلية تحاول فرض تعديلات على التفويض الأممي.