اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
ودّعت الأسرة الرياضية الفلسطينية الشهيد النائب محمد فرج الغول، الذي ارتقى في غارة إسرائيلية استهدفته في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
النائب والمحامي الغول أبدع في ميدان الرياضة لاعبًا وإداريًا في نادي الصداقة الرياضي (الجمعية الإسلامية سابقًا)، وتميّز في صناعة الأهداف بتمريراته الدقيقة وعرضياته المتقنة.
الجماهير الغفيرة، التي لطالما هتفت باسمه في الملاعب، حملته على الأكتاف في جنازته، وارتفعت أصواتها مطالِبة بالانتقام له ولشهداء الوطن.
انضم الشهيد الغول إلى فريق الجمعية الإسلامية عام 1976، ولعب في مركز خط الوسط والجناح الأيمن، وأبدع فيهما رغم وجود لاعبين بارزين إلى جانبه، منهم: مصطفى نجم، زكي بارود، خالد الهبيل، ماهر أبو حسين، وسفيان الدوواسة. وشارك في بطولة الدوري التصنيفي عام 1981، واستمر في الملاعب حتى عام 1985، خاض خلالها عشرات المباريات، وشارك في بطولتي الدوري والكأس.
وبعد خروجه من السجن، لم يبتعد 'أبو أحمد' عن المجال الرياضي، بل انتقل إلى العمل الإداري، حيث شغل منصب المشرف العام على نادي الجمعية الإسلامية، ثم تولّى رئاسة النادي لفترة وجيزة.
في عام 2006، انتُخب 'أبو أحمد' عضوًا في المجلس التشريعي ممثّلًا عن مدينة غزة، ثم تقلّد منصب وزير العدل والأسرى والمحررين. ورغم انشغاله بالعمل القانوني وتعدد مسؤولياته، لم يبتعد الغول عن الرياضة، فبقي يمارسها مع قدامى ناديه، وشارك في مباراة إعادة افتتاح ملعب اليرموك عام 2009. كما ظلّ داعمًا ومساندًا لناديه حتى قبل الحرب بأيام، حين أقام مأدبة عشاء لأعضاء أول فريق ارتدى قميص الجمعية الإسلامية.
وقد نعى نادي الصداقة أحد رموزه العظماء، والرجل المخلص الذي شكّل نموذجًا في العمل والجهد والعطاء في خدمة ناديه.
وأشاد عبد السلام هنية، الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للشباب والرياضة، بمناقب الشهيد الغول، واعتبره نموذجًا يُحتذى في العمل الإداري الرياضي، مشيرًا إلى أن نادي الصداقة شهد في عهده حالة من الاستقرار، وتمكن فريق الكرة الطائرة فيه من السيطرة على اللعبة.
وأشار هنية إلى أن الشهيد لم يكن يتوانى عن مساعدة اللاعبين والوقوف إلى جانبهم، حيث وفّر فرص عمل للعديد منهم لتأمين حياة معيشية أفضل.
ووصف الكابتن زكي بارود، أحد أبرز لاعبي الجمعية الإسلامية في السبعينيات، الشهيد الغول بأنه كان لاعبًا صاحب أخلاق رفيعة ومهارة كروية مميزة، أهلته ليكون من اللاعبين الأساسيين في الفريق، حيث لعب في مركز خط الوسط والجناح الأيمن.
وأكد بارود، في حديثه لصحيفة 'فلسطين'، أن الغول كان يمتلك لمسة فنية داخل الملعب، ويُجيد إرسال الكرات العرضية المثالية، كما تمتع بشخصية قيادية عززت من حضوره وتأثيره داخل الفريق.
من جهته، قال الدكتور نبيل حمتو، زميل الغول في الملاعب والنادي، إن الشهيد كان حلقة الوصل بين جميع أركان النادي، وتمتع بصفة حب الخير للآخرين.
واختتم حمتو حديثه بالقول: 'غياب شخصية القائد محمد فرج الغول سيترك أثرًا كبيرًا في نفوس الكثير من الناس الذين اجتمعوا على محبته وحسن سيرته'.