اخبار سوريا
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٢٤ كانون الأول ٢٠٢٥
تزين أضواء الاحتفالات أحياء دمشق القديمة الصاخبة مع حلول «عيد الميلاد» وسط إجراءات أمنية مشددة حول مداخلها وكنائسها.
في باحة مطرانية السريان الكاثوليك في دمشق القديمة، تتجول تالا شمعون (26 عاما) مع عائلتها وأصدقائها في سوق ميلادي، بينما ينتشر شبان من أبناء المنطقة في المكان.
وتقول طالبة الدراسات العليا في كلية الطب «يعود الناس باكرا إلى منازلهم وثمة مخاوف».
وتضيف «شهدنا أكثر من جريمة في دمشق، منها حالات سرقة وخطف، لكن تفجير الكنيسة كان المأساة الأكبر»، اشارة إلى تفجير انتحاري داخل كنيسة مار الياس في حي الدويلعة في دمشق في يونيو، أسفر عن مقتل 25 شخصا ونسبته السلطات إلى تنظيم داعش.
وتضاءل وجود المسيحيين في سورية من نحو مليون قبل اندلاع الحرب عام 2011 إلى أقل من 300 ألف، جراء موجات النزوح والهجرة، وفق تقديرات خبراء.
وعند المدخل الرئيسي لحي باب شرقي في دمشق القديمة، وقف ضابط ومعه جهاز لاسلكي وورقة تظهر نقاط توزع عناصره. وقال لفرانس برس من دون الكشف عن اسمه «وضعنا خطة أمنية تشمل أحياء ومناطق عدة في العاصمة من أجل ضمان سلامة جميع المواطنين».
وأضاف «واجب الدولة حماية كل أبنائها، المسيحيين والمسلمين، واليوم نؤدي واجبنا بحماية الكنائس وتأمين احتفالات الناس».
في الحي ذاته، تزين كرات حمراء أغصان الأشجار على جانبي الطريق بينما أنارت بعض المتاجر واجهاتها. وينادي باعة جوالون على العابرين لشراء القهوة أو الكستناء المشوية.
في الأثناء، تنتشر قوات أمن تابعة لوزارة الداخلية، يحرص عناصرها على تفتيش بعض المارة وتوقيف دراجات نارية.
إلى جانب انتشار قوات الأمن في الأحياء، تتولى لجان محلية حماية الكنائس بالتنسيق مع السلطات.
وأمام مطرانية السريان الكاثوليك، يشرف فؤاد فرحة (55 عاما) وهو مسؤول أمني في لجنة محلية في حي باب توما على انتشار عدد من الشباب الذين يرتدون ملابس سوداء ويحملون أجهزة لاسلكية أمام الكنائس.
ويقول فرحة لفرانس برس «يخشى الكثير من الناس والمحتفلين والمصلين من الاكتظاظ» الذي قد يزيد من مخاطر حصول خرق أمني، لكن «مع الإجراءات الأمنية يشعرون بأمان أكبر ويخرجون بأريحية».
وفرحة واحد من عشرات الشبان المسيحيين، غير المسلحين، الذين شكلوا مجموعة اطلقوا عليها اسم «فزعة»، مهمتها حماية الكنائس بشكل رئيسي والانتشار ليلا في الأحياء ذات الغالبية المسيحية بالتنسيق مع وزارة الداخلية.
ويوضح فرحة «نتخذ في الأحياء المسيحية اجراءات لحماية الاحتفالات منعا لحدوث أي أمر مريب، ولنتجاوز أي إشكال بالتنسيق مع قوات الأمن».
قرب كنيسة الأرمن الأرثوذكس عند مدخل دمشق القديمة، تجولت لوريس عساف (20 عاما) مع أصدقائها للاستمتاع بالأجواء الميلادية.
وتقول الطالبة الجامعية لفرانس برس «تستحق سورية الفرح، وأن نكون فيها سعداء ونتأمل بمستقبل جديد».
وتضيف «كانت الطوائف كافة تحتفل معنا، ونأمل أن نبقى كذلك في السنوات المقبلة».
في محيط كنيسة مار الياس في حي الدويلعة، ثبتت قوى الأمن الداخلي سورا حديديا يحدد مسارات الدخول والخروج.
وانتشر عناصر شرطة بعتادهم الكامل، وفرضوا «تفتيشا دقيقا» على كل من دخل الكنيسة خلال قداس حضره عدد محدود من المصلين مساء الثلاثاء.
وأضاء أبناء الكنيسة مجسم شجرة ضخمة مزينة بـ22 نجمة، حملت كل منها صورة أحد ضحايا تفجير يونيو. وعلقوا لافتة قربها كتب عليها «زينة شجرتنا، شهداء كنيستنا».
وتقول عبير حنا (44 سنة) بعدما أضاءت شمعة داخل الكنيسة «عيدنا هذه السنة استثنائي بسبب الألم والحزن وما تعرضنا له».
وتضيف ربة المنزل «الإجراءات الأمنية ضرورية، لأن الخوف لا يزال موجودا».
إلى جانب عبير، أضاءت هناء مسعود شموعا لروح زوجها بطرس بشارة الذي قضى مع عدد من افراد عائلته داخل الكنيسة.
وتقول بحسرة لفرانس برس وقد خنقتها دموعها «إذا دخلنا إلى الكنيسة تعرضنا لتفجير، فمن أين نأتي بالأمان؟».




































































