ماذا نعرف عن تاريخ 'السان جورج' في واجهة بيروت البحرية؟

يتميّز فندق 'السان جورج' بمزيج فريد يجمع بين الحداثة الأوروبية والعناصر العربية التقليدية، ويطل مباشرة على خليج سان جورج في منطقة ميناء الحصن في بيروت.

بعد مرور 30 عاماً على إغلاقه، عاد فندق السان جورج الشهير في بيروت ليفتح أبوابه من جديد، حيث احتفلت الإدارة أمس الأربعاء بالافتتاح الرسمي.

هذا الفندق الّذي بدا بناءه عام 1929 واكتمل في عام 1934،هو من تصميم المهندس اللبناني أنطون تابت بالتعاون مع المهندس الفرنسي أوغست بيريه.

يتميّز الفندق بمزيج فريد يجمع بين الحداثة الأوروبية والعناصر العربية التقليدية، ويطل مباشرة على خليج سان جورج في منطقة ميناء الحصن في بيروت.

تاريخ عريق منذ عهد الاستقلال

في عام 1945، أقام الفنان صليبا الدويهي معرضاً فنياً داخل الفندق، حضره رئيس الجمهورية بشارة الخوري، ما منح المكان بُعداً ثقافياً مهماً في تاريخ بيروت.

بعد ذلك، في عام 1958، اشترى رجل الأعمال اللبناني عبد الله الخوري الفندق، وتولت زوجته ناديا إدارته بعد وفاته في عام 1964.

يتميّز الفندق بمزيج فريد يجمع بين الحداثة الأوروبية والعناصر العربية التقليدية

خلال تلك الفترة، استضاف الفندق العديد من الشخصيات العالمية البارزة مثل إليزابيث تايلور وريتشارد بورتون، الملك حسين، أم كلثوم، والممثل مارلون براندو، كما تم تصنيفه كأحد أفخم فنادق العالم، كما كان مركزاً مهما للقاءات السياسيين والصحافيين ورجال الأعمال.

أضرار كبيرة خلال الحرب

ومع اندلاع الحرب في عام 1975، تعرّض الفندق لأضرار كبيرة خلال 'حرب الفنادق' إذ تحوّل إلى موقع استراتيجي للميليشيات المتحاربة، واقامت فيه القوات السورية حتى عام 1990.

و لم تتوقف الأحداث المؤلمة عند هذا الحد، ففي 14 شباط/ فبراير 2005، وقع انفجار ضخم بالقرب من الفندق أدى إلى استشهاد الرئيس رفيق الحريري وآخرين ومن بينهم بينهم 5 من موظفي الفندق، ما تسبب في أضرار جسيمة وخسائر قدّرت بحوالى 15 مليون دولار.

إلى جانب ذلك، شهد الفندق نزاعاً طويل الأمد بين مالكه فادي خوري وشركة 'سوليدير'. وفي عام 2020، وبعد سنوات من النزاع، حصل فادي الخوري على ترخيص رسمي لإعادة بناء الفندق وإعادة افتتاحه.

وشدد صاحب الفندق فادي خوري على أهمية 'الاحتفال الرسمي بالافتتاح الكبير لفندق 'ذا فيو' في السان جورج، هذا المرفق السياحي العابق بتاريخ لبنان العز والتألق، هذا الفندق الذي دفع الاثمان الباهظة في الحرب يعود اليوم، وسيكون مركزا للسياحة الراقية الجميلة التي تحمل صورة لبنان الغني الجميل'.

حفل الافتتاح جرى برعاية وزيرة السياحة لورا الخازن لحود، وبحضور عدد من الوزراء والسفراء والنواب والدبلوماسيين وكبار الضباط الأمنيين، إلى جانب شخصيات اقتصادية وإنمائية وإعلامية.